العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 62

الاســتعمارية لدى بعض الباحثين في نقل الكتابة السوســيولوجية والإثنوغرافية من التعاطــي العلمــي الموضوعي إلى احتراف تزييف الوعــي، أي وعي الذات ووعي )؛ مما يتطلب الرؤية من الداخل كبديل لفهم البنيات الاجتماعية والسياسية 32 الآخر( للمجتمع المغربي، وهو ما يحتاج حســب عبد الله حمودي إلى منهج يعتمد على الإرث الداخلــي لتوليــد المفاهيم انطلاقا من نقد الخطــاب الأنثروبولوجي الغربي )، واتهم هذه النظرية بضعف المنهج 33 ومقابلته بالتراث العربي والأمازيغي لمنطقتنا( الانقســامية هذيان " العلمــي والمفاهيمي. مــن جانبه اعتبر عبد الكبير الخطيبي أن .) 35 ( " ليست إلا وهمًًا إبستيمولوجيا " )، ورأى أنها 34 ( " منهجي في بعض الكتابات الأجنبية إذ رأى " السيبة " كما انتقد أحمد التوفيق توظيفات كلمة أنها نفخت في استعمالها قصد الطعن في فعالية الدولة في حين أن الانتقادات ذات " السائبة " أو " السيبة " النزعة الوطنية جاءت ردودا إنكارية قاطعة وبين الحدين توجد أمرا واقعا كمصطلح له أصله وتخصصه وكوضعية لها جذورها في نمط اقتصاد معين .) 36 ( " وفي طبيعة دولة لا تتوفر إلا على وسائل محدودة وبناء عليه، لا يمكن فهم الظاهرة الاحتجاجية والســلوك الاحتجاجي لدى المغاربة وعلاقتهم بالفضاء العمومي خارج نسق القبيلة وبنيتها لأن هذه الأخيرة كانت عنصرا أساســيا في البحث في تأريخ الانتفاض في المغرب، تحديدا لعلاقتها مع المخزن، ويســتدعي الأمر الرجوع إلى الشــق الأنثروبولوجي والسوسيولوجي لمعرفة الثابت والمتحول، مما ينفع في تحليل موضوع بحثنا الذي يتميز بتحول مجتمعي من جهة، ويتخذ طبيعة المجتمع وخصوصياته من جهة ثانية. ولهذا يعتبر التطرق إلى رؤية المحلي ومعارضته أحيانا لأطروحة الانقســامية عنصرا أساسيا ليس فقط في فهم تحولات المجتمع، بل أيضا في فهم وتفسير وتقديم تحليل دقيق لما يعرفه المجتمع المغربي من تحولات وحركية في موضوعات وظواهر عدة أهمها: الاحتجــاج والانتفاض والحركات الاجتماعية، هذه الموضوعات التي تتميز بديناميات المجتمعات وتحولاتها. قصد تقديــم تنظير مغاير لما " المحلي " يعتبــر موضوع دراســة المغــرب من طرف قدمه الأجنبي من تفســيرات وتحليلات تدرس المجتمع المغربي، من الموضوعات التي تجري عملية إعادة طرحها في الحقل الأنثروبولوجي والسوســيولوجي؛ ولهذا

Made with FlippingBook Online newsletter