العدد 25 – فبراير/شباط 2025

65 |

المطروح هو: هل يمكن أن تفوق مزايا هذه الثنائية -إذا استخدمت بحذر واعتدال- )، وذلك بالعمل على الاتســاق بين الاثنين على 40 ( " نعم " ســلبياتها؟ الجواب هو أســاس خال من أحكام مطلقة ومبني على إبســتيمولوجية تطبيقية خالية من الطرح الإيديولوجي والنزعة الوطنية والهوياتية، لأن الانغلاق على المعرفة الداخلية ورفض ما قدمه الأجنبي عن المغرب بنية ونســقا، يمكن أن يســبّّبا عرقلة مسار إنتاج معرفة خالصة مفســرة للواقع المعيش، وأقصد هنــا بالضبط موضوع الحركات الاجتماعية والأفعال الاحتجاجية، حيث يمكن أن تنقلب هذه المعادلة إلى عكسها إذا عمدنا إلى " لعبنا " اســتعمال أحد طرفي هذه الثنائية، للخــوض في أي موضوع كان، أو إذا ما علــى تعارضهمــا أو عدم توافقهما بدلا من تكاملهما وتداخلهما، هذا ما حدث منذ ثلاثين عاما في الأنثروبولوجيا الأميركية، حيث احتدم فترة من الزمن جدل غير موفق .) 41 حول ثنائية داخلي/خارجي( ما دام هناك ترابط الفهم السوسيولوجي بين الداخلي والخارجي، والذاتي والموضوعي )، فلا يمكن الدخول في 42 ممــا يحيل إلى الفهم السوســيولوجي لهذه الثنائيــات( المفاضلة بين الاثنين، أو نفي أحدهما، في حين يبقى الاتســاق والتكامل والتناســق بين الداخلي والخارجي عنصرا مهما في إنتاج معرفة كاملة المعالم، بما تحمله من تراكمات ذات قيمة مضافة على المجتمع موضوع الدراسة. ويمكــن أن ننطلــق هنا، من التفســير الــذي قدمه بايك فيما يخــص التعارض بين على مســتوى لســاني بحــت، مؤكدا أنه نتــاج مقاربتين " الخارجي " و " الداخلــي " مختلفين اختلافا شاسعا، غير أننا سنعمل على تجاوز هذا الطرح والعمل على مقاربة الموضــوع في توجه يؤكد مــدى العلاقة بين الداخلي/المحلي والخارجي/الأجنبي والذاتي والموضوعي، وفي الســياق الأنثروبولوجي ذاته يمكن لمناقشة ترابط الذاتي والموضوعــي أن تأخذ صيغة معالجة ســؤال: كيف يتولــد الموضوعي من الذاتي؟ والعكــس صحيح، ففي المغرب كباقي دول شــمال إفريقيــا تعتبر كتابات وأبحاث الخارجــي منطلقا أساســيا للداخلي في توفره على وعاء فكــري ومعطيات مختلفة ومتنوعة وأبحاث إثنوغرافية، أســهمت في فتح الباب للنقد والتقييم ثم البحث عن مقاربات مغايرة لأطروحات الأجنبي وبالأخص ذات العلاقة بالطرح الانقسامي، ثم التوجه إلى التنظير من الداخل قصد بناء معرفة محلية من حيث المنهج والمضمون والمفهوم.

Made with FlippingBook Online newsletter