69 |
، في أجواء شهدت في بعض 1956 يعيش المغرب، منذ حصوله على الاستقلال عام الفترات توترات سياســية. توجد التشــكيلات السياسية باستمرار على شفا المواجهة )، بداية بالتعارض 49 بينهــا وبين القصر، لكن نادرا ما تنفجــر الصراعات المفتوحة( بين الحركة الوطنية والدولة الذي كان يعكس صراعا محتدما حول السلطة؛ فالحركة الوطنية كانت تسعى للهيمنة على دواليب الدولة الجديدة، بينما كانت الملكية تسعى لتدعيم موقعها بوصفها فاعلا محوريا في الحياة السياســية، واستثمار رمزيتها الدينية والتاريخية والوطنية بأكبر قدر ممكن بهدف تهميش وتمزيق الحركة الوطنية، وبالفعل، .) 50 فقد نجحت في ذلك باستلهام مشروع الحماية وإتمامه، وإن بشكل غير مباشر( كل هذه المسائل ركزت عليها أغلب الدراسات الفكرية للمجتمع المغربي في تناول الحقل السياســي المغربي في جوانب متعددة، الدولة واستمراريتها، والاحتجاج في الفكر المغربي والســلطة والتســلط، إضافة إلى بناء دولة الحق والقانون، مما سيتم الوقوف عليه كمقاربات فســرت وقدمــت أطروحات على فهم الاحتجاج بالمغرب والحركات الاجتماعية في ماضيها وحاضرها. إن مســار فهم الفعل الاحتجاجي بالمغرب، نظرا إلى أن الدراســات السابقة في هذا الموضــوع كلها تناولته من منظور الانتفاضة والتمرد كســلوكين عفويين وأشــكال جماعيــة حاضرة في فترات تاريخيــة بالمغرب، يبدو نتيجة صراع مركب يرجع إلى أسباب سياسية واقتصادية وثقافية، عرفها المغرب في سياقات زمنية مختلفة، لم تكن مرتبطة بفترة الحماية وما قبلها، بل حاضرة في تاريخ المغرب المعاصر، الذي يقصد به هنا مرحلة ما بعد الاستقلال نظرا لما عرفه من صراع ثقافي وسياسي وأيديولوجي متنوع الأبعاد، اتخذ فيه الفعل الاحتجاجي أشكالا مختلفة ومتنوعة بحضور حركات اجتماعية وحركات اجتماعية مضادة، وتمرد وانتفاضات وعنف وعنف مضاد. رابعًًا: الحركات الاجتماعية بالمغرب: مبحث للتنظير والتحليل لقد عرف موضوع الحركات الاجتماعية بالمغرب دراسات عديدة متنوعة من حيث المنهج والنظرية، تتوزع بين الدراسات النظرية والدراسات التطبيقية. واستطاعت هذه الدراســات تطبيق نظريات عديدة في هذا المجال، باختبارها وتطبيقها، فأصبح هذا الموضوع حقلا خصبا للبحث والتمحيص في مختلف الحقول المعرفية والمشارب الفكرية، ووُُظّّفت فيه نظريات ومقاربات لدراسة الحركات الاجتماعية بالمغرب من
Made with FlippingBook Online newsletter