| 70
حيث الشكل والمضمون؛ مما أفرز ثراء علميا في هذا الموضوع، انطلق منذ منتصف التســعينيات من القرن الماضي ولو بشــكل ضئيل، لكن شكلت هذه الفترة تصاعدا في مســار هذا الموضوع، حيث إنه من طبائع الحياة الثقافية أن يفضي الســائد فيها إلــى ولادة جديدة، وهذا ما كان، فقد عززت النمــاذج التعددية والبنيوية والوظيفية أبحاثا قادت إلى انشــغالات جديدة بظواهر لم تنل من قبل ســهما وافرا من التفكر .) 51 والتأمل( كما أصبح موضوع الحركات الاجتماعية والأفعال الجماعية مجالا للدرس والتحليل ارتباطا بالتحولات التي شهدها الحقل السياسي المغربي، بانتقال موضوع الحركات الاجتماعية من دائرة المحظور -بســبب توتر النســق والسياق- إلى دائرة المواضيع الرائجة في الفضاء الأكاديمي والسياسي والإعلامي التي تجب دراساتها. فبراير منطلقا فعليا لإنماء البحث في موضوع الحركات 20 شكلت فترة ما بعد حركة الاجتماعية والأفعال الجماعية، وحظيت باهتمام من حيث التحليل والدرس. ويرجع هذا الاهتمام إلى العلاقة المباشــرة للحركات الاجتماعية بالحقل السياسي وتأثيرها في منحى التغيير والتحول، إضافة إلى موضوع المجتمع المدني التي اكتسح مجالا واسعا في البحث الأكاديمي والاهتمام السياسي. يلاحظ أن جميع أصناف الحركات الاجتماعية أصبحت محل الدراسة والبحث بتعدد تصنيفاتها، ولقد تمكن الباحثون المغاربة من تحقيق تراكمية بحثية لا بأس بها في هذا الموضــوع، وعرضوه للمعالجــة العلمية، رغم صعوبة تصنيف الحركات الاجتماعية )، غير أنه يبقى أساسيا في فهمها، وذلك مثل باقي المجتمعات 52 التي شكلت مأزقا( التــي تجــد صعوبة في إيجاد معيار موحد للتصنيف، لكن هذا لم يمنع الباحثين من دراسات مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بمختلف الحركات الاجتماعية بالمغرب، من زاوية مختلفة ومتنوعة، أعطت نماذج تفسيرية عديدة. إن فهم هذه التركيبة يمكننا من استنتاج علاقة الحركات الاجتماعية بالفضاء العمومي، ونستشــف مــا عرفته الدولة من حركات اجتماعيــة ذات مطالب مختلفة أيديولوجيا متصارعة أحيانا ومتوافقة أحيانا ولو مؤقتا. وقد أنجزت أبحاث ودراسات وأطروحات في موضوع الحركات الاجتماعية بمختلف أصنافها، وقدمت مقاربات مهمة للفهم والتحليل، تناولت إشــكالات مهمة: كطبيعة العلاقة بين الحركات الاجتماعية والدولة، وما تعيشه هذه العلاقة من تصادم وإنتاج
Made with FlippingBook Online newsletter