العدد 25 – فبراير/شباط 2025

71 |

العنف والعنف المضاد، وبروز الحقل والحقل المضاد، ثم دراســات معطى التوافق بين المجتمع والدولة وأثره على الحركات الاجتماعية. وفي هذا الإطار استطاع عبد الرحمن رشــيق تقديم مقاربات كميــة وكيفية درس من خلالها الأفعال الاحتجاجية بالمغــرب، التــي وضعها في فترتين زمنيتين مختلفتين: فترة ما بعد الاســتقلال إلى التسعينيات وتميزت بالصراع والعنف والعنف المضاد بين الدولة والمجتمع، وشهدت أفعــالا جماعية عنيفــة تندرج ضمن التمرد والانتفاض، إضافــة إلى انغلاق الفضاء العمومــي، وتقويــض الحريات. ثم فترة الانفتاح التي انطلقت من التســعينيات إلى الآن وشــهدت بروز التظاهر الســلمي، وانبثاق مجموعة من الحركات الاجتماعية، بسبب انفتاح الفضاء العمومي، استفادة من مجموعة من الفرص التي أتاحها السياق، كما قدم الباحث معطيات كمية وكيفية حول الاحتجاجات في المدن والقرى، وقام .) 53 بعملية تفكيكية من حيث أشكال الاحتجاجات ومطالبها وتطورها( حاولت الأطروحات الدارســة للحركات الاجتماعية بالمغرب عرض معرفة متنوعة في هذا الجانب، ومعالجة إشــكاليات مختلفة، ســواء من حيث النظرية والمنهج أو من حيث النماذج المدروســة من الحركات الاجتماعية، وأُُعدت دراسات وأبحاث، وضعــت توصيفــا من الخارج وتوصيفا مــن الداخل، مما يتجلى فــي تفكيك بنية الحــركات الاجتماعية على مســتويات أعمق، اعتمدت علــى منطق الازدواجية بين الداخلي والخارجي. ولقد انطلقت هذه الأبحاث من منطلقات عديدة أهمها: اســتعمال المنهج التاريخي لمقاربة الفعل الاحتجاجي في فترة ما قبل الاســتعمار وفي أثناء الاســتعمار، وفي فترة الاســتقلال إلى اليوم، عن طريق تتبع مختلــف التحولات والتغيرات المرتبطة به، وعلاقتها بالفضاء العمومي. وذلك باســتعمال مجموعة من النظريات في تفســير الحركات الاجتماعية والأفعال الاحتجاجية؛ مما أزاح الغبار عن الواقعة الاحتجاجية فأصبحت ملامحها ومعاييرها تظهر من خلال ما وفرته الدراسات والأبحاث المقدمة في هذا الموضوع. فنجد اختبار مجموعة من النظريات كمداخل لتفســير الحركات الاجتماعية كنظرية الحرمان النســبي ونظرية الاختيار العقلاني، ونظرية الحركات الاجتماعية الجديدة، ونظريــة الفــرص السياســية، وفي هذا الصــدد قدمت إســهامات معرفية ذات بعد كمي وكيفي، وقفت عند أهم الإشــكالات التي تمس المســتوى الداخلي للحركات

Made with FlippingBook Online newsletter