87 |
وفيما كانت قوات المعارضة على أبواب دمشق، أورد أحد العاملين في القصر الرئاسي في تلك الليلة، أنهم كانوا يســتعدون لبث خطاب لرأس النظام الســوري وُُص ِِف بأنه سيشــكل نقطة تحول تاريخية؛ حيث أعلم الأســد المقربين بأنه سيُُنهي في الخطاب عامًًا من الحرب والدمار، وقد ســرت شــائعات عن نية النظام 13 المزمع أكثر من ، بما يتيح للمعارضة المشاركة 2254 إطلاق مرحلة انتقالية تستند إلى القرار الأممي في الحكم. وبالفعل، انعقدت اجتماعات مكثفة لمســاعدي الأسد لصياغة الخطاب وتحديد رسائله الرئيسية، التي تضمنت قبول تقاسم السلطة، في خطوة وصفت بأنها تنازل غير مســبوق، وجرى تجهيز قاعة البث بالكاميرات والإضاءة، واستعدت فرق التصوير لنقل الخطاب إلى العالم، إلا أن الخطاب لم يحدث، وأُُشيع أن الأسد أعد مرســومًًا سريًّّا بتكليف مجلس عسكري بإدارة المرحلة الانتقالية، وأودعه لدى مدير مكتبه العسكري لتنفيذه بالتزامن مع الخطاب، لكن تقارير تحدثت عن تواصل مدير هيئة " المكتب العسكري أو أحد الضباط الكبار المؤتمنين عند الأسد مع جهات من .) 8 لضمان سلامته الشخصية؛ مما أدى إلى تعطيل تنفيذ المرسوم( " تحرير الشام ديســمبر/كانون الأول، عرف أركان نظام الأســد، أن الأخير 8 بعــد منتصف ليل، مــارس معهــم خديعة لإخفاء خطته بالهروب من العاصمــة دون أن يلفت الأنظار، وقــد غادرها بالفعل بعد حلول الظلام متجهًًا إلى قاعدة حميميم، ومنها أقلََّته طائرة روسية إلى موسكو. ولم يكن الأسد وحده من خطط للهروب؛ إذ تبعه شقيقه، ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، مع مجموعة من الضباط الكبار، الذين فروا عبر الصحراء إلى العراق، في خطوة عكســت حالة الانهيار داخل الدائرة المقربة للنظام. وحينما تسربت أنباء هروب الأسد تحول القصر إلى مسرح للفوضى والارتباك، ودب الذعر في صفوف المسؤولين والحراس، وبدأت عمليات فرار جماعية؛ حيث ألقى العديد منهم أسلحتهم وخلعوا بزاتهم العسكرية في محاولة للتخفي والهرب. وتُُركت بوابات القصر مفتوحة؛ مما أتاح للقوات المهاجمة اقتحامه في الســاعات الأولى من الفجر دون مقاومة. وفي مشــهد يعكس حجم الانهيار، تســللت مشاعر الخيانة والخذلان إلى نفوس الضباط الذين وجدوا أنفسهم بلا قيادة أو أوامر واضحة؛ ما دفع بعضهم إلى سرقة الحواسيب والملفات السرية، بينما قام آخرون بإحراقها لإخفاء الأدلة التي قد تدينهم.
Made with FlippingBook Online newsletter