العدد 25 – فبراير/شباط 2025

89 |

كان اغتيال نصر الله نقطة تحول في تاريخ الحزب الممتد لأربعة عقود، ومثََّل كذلك لحظة فارقة في الصراع مع النظام وحلفائه. شــك ََّل ذلك الحدث، مع ســائر الخسائر الضخمة التي عانى منها حزب الله وإيران، سببًًا لجعل الأخيرة في أضعف حالاتها في سوريا، ودفعها إلى محاولة إيجاد مقاربات ميدانية مختلفة في كل من لبنان وسوريا. تبد ََّى ذلك من خلال زيارة كبير مستشــاري المرشد الأعلى وعضو مجمع تشخيص نوفمبر/تشرين 15 المصلحة في إيران، علي لاريجاني، إلى دمشق ولقائه الأسد، يوم ، قبــل التوجه إلــى بيروت، وفي اليوم التالي زار دمشــق وزير الدفاع 2024 الثانــي وفق ًًا " الإيرانــي، عزيــز نصير، ومن هناك أكد التزام بلاده بتقديم كل أشــكال الدعم . " لتوصيات قائد الثورة الإسلامية بعد ذلك بنحو عشرة أيام بدأت عملية (ردع العدوان) وسحبت إيران كافة ميليشياتها مــن حلب ومن ثم ســائر المدن الســورية كلما اقترب منهــا مقاتلو غرفة العمليات المشتركة، وتركوا قوات النظام التي كانت تهرب بالفعل. كانت زيارة لاريجاني إلى دمشــق هي آخر عملية تواصل وتنســيق بين إيران ونظام الأســد قبل ســقوطه، ومن الواضح أنها فشــلت في بناء المقاربة التي أرادتها إيران لتجــاوز تداعيــات انهيار حزب اللــه، وتضرر القوة الإيرانية في ســوريا، وكان من الواضح أن طهران استشعرت المخاطر على مشروعها الإقليمي بسبب تعرض المعابر بين سوريا ولبنان إلى هجمات إسرائيلية تهدد تواصلها مع حزب الله، وتؤكد مدى هشاشــة الموقف السوري، لكن إيران كانت بحاجة كبيرة للحفاظ على علاقاتها مع نظام الأســد، وعلى بقائه، وتأكيد أن ســوريا ستبقى محورًًا إستراتيجيًّّا ضمن محور .) 9 المقاومة رغم كل الضغوط( أظهرت هذه الزيارات أن المحور الإيراني كان يســابق الزمن لاحتواء أي ارتباك قد ينجم عن السياســات الســورية المترددة، غير أن تلك الجهود لم تكن كافية لوقف سلســلة الأحداث التي مهدت لاحقًًا لانهيار التوازنات التقليدية وســقوط النظام في نهاية المطاف نتيجة تطورات ومتغيرات لم تستطع طهران احتواء تداعياتها بالكامل، .) 10 رغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على وجودها ونفوذها في المشهد السوري( في الوقت ذاته تقريبًًا، قام الأســد بإرســال وزير خارجيته، بسام صباغ، إلى طهران،

Made with FlippingBook Online newsletter