العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 96

كيلومترًًا داخل الأراضي الســورية، وسط 20 وقد توغلت القوات الإســرائيلية بعمق تصريحات بأنها إجراءات مؤقتة لضمان أمنها. وفي مواجهة هذه التطورات، حرصت القيادة الجديدة على إظهار سياســة ضبط النفس؛ إذ صر ََّح أحمد الشــرع بأن الوضع لا يســمح بالدخول فــي صراعات جديدة، وأن الأولوية تتمثــل في توحيد الجهود لإعادة بناء الدولة. في المقابل، قامت تركيا بجهود دبلوماسية حثيثة لاحتواء التصعيد الإســرائيلي؛ حيث التقى مســؤولون أتراك نظراءهم السوريين لمناقشة سبل التهدئة وضمان استقرار الأوضاع. ما زالت إسرائيل تحتل جزءًًا من الأراضي السورية، وهو تحد مؤجل لكنه مهم وأساسي. سادس ًًا: تحدي العدالة الانتقالية ومعالجة الوضع الإنساني كشــف سقوط نظام الأسد عن حصيلة كارثية من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب مليون لاجئ ونازح، فإن ســجون النظام المنتشرة 13 ا عن أكثر من الســوري، ففضلًا في أرجاء ســوريا، وفروعه الأمنية، وعدد المعتقلين، ورواياتهم، وأساليب تعذيبهم، والتعامل الوحشي معهم، كشف عن نمط منهجي من القمع والعنف، بلغ حدًًّا بعيدًًا من القسوة. 112 وقد تأكد حتى الآن بعد فتح جميع الســجون والمعتقلات، أن هناك أكثر من .) 24 ألف مغيََّب لا يُُعرف مصيرهم بعد اعتقالهم من قبل النظام في أوقات مختلفة( مقبرة جماعية موزعة على أنحاء متفرقة من ســوريا، 16 وحتى الآن تم العثور على تضم رفات آلاف الأشخاص الذين لا تُُعرف هوياتهم، ولم يقم النظام بوضع قاعدة 15 ). وكشــفت الشــبكة العربية لحقوق الإنسان عن أن أكثر من 25 بيانات حولهم( .) 26 ألف مدني سوري قُُتلوا خلال التعذيب، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء( لقــد تحولت الحياة في ظل نظام الأســد إلى معاناة يوميــة هائلة لتوفير لقمة الخبز وحشــية " وأدنى متطلبات الحياة، لكن ذلك لم يكن أصعب ما في الأمر، بل كانت المنظومــة الأمنيــة وتغولها المطلق على المدنيين وبخاصة بعد أن شــعر النظام بأنه باق لاعتبارات أمنية وسياســية إقليمية ومحاولات التطبيع المكثفة. خلال الســنوات الأخيرة أضحى ابتزاز المواطنين أمنيًًّا ســمة يومية لأهل ســوريا بحيث إنه أصبح أي شخص متعاون مع الأجهزة ناهيك عن ضباطها وصف ضباطها وأفرادها يستطيع زج

Made with FlippingBook Online newsletter