Shawati' Magazine Issue 59

اﻟـﻤـﺤــــﺮر  ﻣـ “بحكمت ـه وكرم ـه كان أخ ـي خليف ـة قل ـب عائلتن ـا وحام ـي أمتن ـا.. كان محبوب ـا للغايـة وسـوف نفتقـده بشـدة.. ولكـن إرثـه الرائـع سـيبقى إلـى األبـد .. وأرجـو مـن اللــه تعالـى أن يسـكنه فسـيح جناتـه”.

                 €  ‚ƒ  „ †‡

ومرحبا بكم في عدد الصيف من مجلّتكم شواطئ. تجاوزنــا اآلن منتصــف الطريــق فــي مشــوار العــام ، العـام الـذي شـهد بـا ريـب العديـد مـن األحـداث الصعبـة 2022 والصاخبـة التـي تعصـف بالعالـم فـي جميـع أنحائه. وما من شـك فـي أن العديـد مـن هـذه القضايـا الحاسـمة تؤثـر علـى تفاصيـل حياتنــا. وجــرّاء ذلــك، نشــأ شــعور متزايــد بالضيــق وبالعجــز لـدى النـاس، تكـرّس مـن خـال بعـض وسـائل اإلعـام ووسـائل التواصـل االجتماعـيّ. وعلـى الرغـم مـن هـذه األزمـات العالميـة العديــدة، يجــب أن نضــع فــي اعتبارنــا أال نكــون غيــر مباليــن وغيـر متفاعليـن، بـل يجـب أن نسـعى جاهديـن لنبقـى متفائليـن وإيجابييــن ونحــن نمضــي قدمــا نحــو المســتقبل. أها علينــا فــي هــذه األحــوال، أكثــر مــن أي وقــت مضــى، أن نقيِّــم األمــور وأن نتأمّلهــا ونســتبطنها؛ نحــن بحاجــة للتفكيــر مليــا فيمــا هــو مهــم حقــا فــي الحيــاة. إننــا نحتــاج بطريقــة مــا إلــى كــن أنــت ” تجســيد جوهــر مقولــة المهاتمــا غانــدي الشــهيرة: . اآلن هــو الوقــت “ التغييــر الــذي ترغــب فــي رؤيتــه فــي العالــم المثالــي إلجــراء التغييــر اإليجابــي، فعندمــا يكــون هــذا التغييــر ضــرورةً، وحينهــا فقــط يمكننــا المضــي قدمــا بطريقــة بنّــاءة وهادفـة. وعندهـا فقـط يمكننـا التأثيـر والتواصـل مـع مـن حولنـا بطريقــة إيجابيــة ومؤثــرة. على صعيد الوطن، ما نزال في دولة اإلمارات العربية المتحدة نعيـش حالـة حـزن علـى وفـاة رئيسـنا الثانـي المحبـوب، الشـيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه هلل. ال يمكن للكلمات أن تصف الحــزن الهائــل الــذي شــعرنا بــه عنــد ســماع هــذا الخبــر. فخــال مــا يقــرب مــن عقديــن مــن تبوّئــه ســدة القيــادة، حاكمــا إلمــارة أبوظبـي ورئيسـا لدولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة، أشـرف على العديـد مـن اللحظـات المحوريـة للتقـدم التاريخي في اإلمارات، وترك وراءه إرثا كبيرا من اإلنجازات التي تتجاوز حدود دولة اإلمــارات العربيــة المتحــدة. كان الشــيخ خليفــة قائــدا محبوبــا ورث ثـروة مـن الحكمـة والسـخاء مـن والـده المغفـور لـه الشـيخ زايـد بـن سـلطان آل نهيـان، طيـب هلل ثـراه. علـى خطـى والـده، كـرّس الراحـل حياتـه وجهـوده مـن أجـل سـعادة ورفاهيـة دولـة ًاإلمـارات العربيـة المتحـدة وأولئـك الذيـن يسـكنون أرضهـا. لقـد

عمــل بــا كلــل مــن أجــل خيــر دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة ومـن أجـل شـعبه، ولهـذا نحـن ممتنـون لـه إلـى األبـد. وإذا كانـت اإلمـارات قـد أصبحـت، تحـت قيـادة الشـيخ خليفـة، أكثـر ازدهـارا وتسـامحا وانفتاحـا علـى العالـم، فـإن إرثـه العظيـم يسـتمر اليوم من خال تولّي أخيه صاحب السـمو الشـيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه هلل، سدّة القيادة رئيسا منتخبا للدولة. تأتــي رئاســة صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن زايــد آل نهيــان لتمثّــل حقبـة جديـدة فـي تاريـخ اإلمـارات العربيـة المتحـدة الذي عامــاً، حقبــة ســتكون مهمــة مثــل الحقبتيــن 50 يمتــد ألكثــر مــن األولييـن. وإذ ورث سـموّه قيادتـه الرشـيدة، وبعـد نظره الحكيم، وأخاقـه اإلنسـانية مـن والـده، فإنّــه يحظـى بكل الحـب والتقدير مـن شـعب اإلمـارات وشـعوب العالـم. أكّــد سـموه ذات مـرة علـى أن أولئــك الذيــن يأخــذون زمــام المبــادرة، إنمــا يأخذونهــا مــن خــال قيامهــم بثاثــة أمــور. أوالً، امتــاك ناصيــة العلــم الــذي يمكّنهــم مــن المنــاورة؛ وثانيــاً، امتــاك المعرفــة التــي تتيــح لهــم االســتثمار كثيــرا فــي التعليــم؛ وثالثــاً، امتــاك القيــادة الحكيمــة للغايـة التـي تتميّــز برؤيـة واضحـة وخارطـة طريـق تفضـي إلـى االتجـاه الصحيـح. ولهـذه األفـكار صـدى يتـردّد اليوم أكثر من أي وقـت مضـى، فهـي تقـدم لمحـة عـن المسـتقبل. إذا كانـت مسـيرة عامـا تعطينـا 18 صاحـب السـمو بوصفـه ولـي عهـد أبوظبـي لمـدة فكـرة عمـّـا ينتظرنـا، فبمقدورنـا أن نطمئـن بـكل ثقـة وتفـاؤل إلـى أن دولـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة سـتواصل مسـيرة االزدهـار والتقـدم فـي ظـل قيادتـه الحكيمـة. وفيما نطوي الصفحة لنقرأ محتويات العدد التاسع والخمسين، نــود أن نشــكركم، قرّاءنــا األعــزاء فــي الداخــل والخــارج، علــى اهتمامكــم وطيــب دعمكــم، وتشــجيعكم المســتمر للمجلــة. وإننــي إذ أهنئكــم مقدمــا بعيــد األضحــى المبــارك وأتمنــى لكــم وألحبائكـم أطيـب األمنيـات، فإننـي أدعوكـم لانضمـام إلينا مرة أخـرى فـي سـبتمبر المقبـل، حيـث نفتتـح موسـما مثيـرا آخـر مـن األحـداث والفعّاليـات فـي أبوظبـي. وحتـى ذلـك الحيـن، أرجـو لكــم وألحبائكــم صيفــا لطيفــاً، مفعمــا بالصحــة والســام واألمــن والســعادة. اســتمتعوا بقراءتنــا!

Made with FlippingBook flipbook maker