التقرير الاستراتيجي 2025

في علاقة الموقف العربي الرسمي بالقضية الفلسطينية، وفي قدرته على تحديد مســتقبل الصراع العربي الإســرائيلي. ما ظل ثابتا منذ معاهدة كامب ديفيد، في نهاية سبعينات القرن الماضي، هو الانقسام حول العلاقة مع إسرائيل بين خياري التطبيع من جهة، والمقاطعة أو المقاومة من جهة أخرى. وقد تحوّّل هذا الانقسام إلى عامل توهين داخلي يشق وحدة الصف الفلسطيني ذاته. على المســتوى الدولي، رغم الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإســرائيل خلال الحرب، ورغم استمرار اعتماد الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط على فكرة التفوق المطلق لإســرائيل والهيمنة الإقليمية على دول المنطقة، فقد بدأت هذه الاستراتيجية تخضع للمراجعة والتساؤل عن جدوى الدعم اللامحدود لكيان عاجز عن الدفاع عن نفسه فضلا عن تأمين حلفائه. فرغم ما قدمه الغرب الأميركي والأوروبي من سلاح وذخيرة ومعلومات ومواقف سياسية، لم تتمكن إسرائيل من حسم معركة واحدة، لا في غزة ولا في الضفة، ولا على حدودها الشــمالية مع حزب الله، ولا هي أخضعت جماعة أنصار الله في اليمن. ومع اســتبعاد حدوث تغيير جوهري في هذا الدعم في المدى المنظور، خاصة مع صعــود اليمين واليمين العنصري المتطرف على الجانبين، لا ينبغي الاســتهانة بقيمــة الحركة الاحتجاجية التي اخترقت، لأول مرة، مؤسســات صناعة الفكر والرأي والذوق في الغرب، وتحديدا في الولايات المتحدة الأميركية. ، قراءة 2025 - 2024 يقدم التقرير الاســتراتيجي لمركز الجزيرة للدراسات للعام فــي اســتراتيجيات القوى التي انخرطت في الحــرب على غزة وفي التغيير في ســوريا، دولا وجماعات ومحاور إقليمية. في هذا الســياق، يســتعرض التقرير أبرز مرتكزات تلك الاســتراتيجيات وأولوياتها وأهدافها الرئيسية، ويراجعها في ضوء التطورات التي شــهدتها المنطقة، ليقف على مدى تماســكها وتقدمها في تحقيــق أهدافهــا، أو تعثرها وإعادة صياغتها من جديد. وتخلص الأوراق، التي تشكل مادة هذا التقرير، إلى أن جميع الاستراتيجيات، رغم اختلافها، لم تصمد في وجه الأحداث العاصفة، ســواء في غزة أو في ســوريا، وأنها كلها شــهدت تعديلات وحاولت أن تتكيف مع مقتضيات التطورات الجارية. ولا يمكن الجزم بــأن قــوة واحدة من القوى المتصارعة قد حققت أهدافها كاملة، فالجميع تقدم

8

Made with FlippingBook Online newsletter