في مواضع وتراجع في مواضع أخرى. ويتوقف نجاح استراتيجيات تلك القوى في المستقبل على قدرتها على الاستفادة من الفرص المتاحة وتفادي المخاطر المحدقة أو التقليل من آثارها السلبية. يبدأ التقرير باستعراض استراتيجية المقاومة الفلسطينية، التي أقدمت على تفجير ، بكل ما حملــه من تداعيات على الوضع الفلســطيني من " طوفــان الأقصــى " ناحية، وعلى المشروع الصهيوني في ظل التوزانات الإقليمية من ناحية أخرى. فيراجع أهداف عملية الطوفان ويرصد وما حققته من نتائج على المدى القريب، ويستشرف ما يمكن أن يتحقق لاحقا على المديين المتوسط والبعيد. فقد كانت غزة، على مدى عام وأربعة أشهر، ساحة الحرب الرئيسية، ومحكا داميا لمنازلة استراتيجية غير مسبوقة بين المقاومة وحاضتها الشعبية الصامدة، وبين الاحتلال الساعي لاقتلاعها وابتلاع القطاع وتهجير سكانه وتصفية القضية الفلسطينية. في إطار هذه المنازلة، وفي ضوء بنود اتفاق إطلاق النار بين الجانبين، يمكن القول إن المقاومة حققت من أهدافها بقدر ما فشل الاحتلال في تحقيقه من أهداف. علــى الجانب الإســرائيلي، لا ينبغــي النظر فقط إلى الأهداف المباشــرة التي ، " طوفان الأقصى " أعلنتهــا حكومــة نتنياهو في حربها الانتقامية ردّّا على عملية والتي فشــلت في تحقيقهما فشلا ظاهرا، وهما القضاء على المقاومة عســكريا وسياسيا واســتعادة الأسرى بالقوة. فخلف هذين الهدفين تكمن أهداف أخرى تعديلات 2004 ترتكز إليها الاســتراتيجية الإســرائيلية التي شهدت خلال العام متتالية، مع طول أمد الحرب وامتدادها إلى ساحات أخرى. فقد سعت إسرائيل من خلال هذه الحرب إلى تأكيد تفوقها المطلق على الصعيد الإقليمي، وتعزيز قوتها الردعية على مختلف المستويات، وضمان أمنها في الداخل والخارج، مع القدرة على القتال المتزامن على عدة جبهات، ومنع تكرار ســيناريو السابع من أكتوبر سواء من الداخل الفلسطيني أو من عدو خارجي مثل إيران. على كل هذه المستويات، لا يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية قد حققت أهدافها، أو حسمت معركة لصالحها بشكل نهائي. سواء في الحرب على غزة أو في الساحة السورية، كانت إيران لاعبا أساسيا. ففي الحرب على غزة، حاولت إســناد المقاومة بتنفيذ استراتيجية متعددة الجبهات،
9
Made with FlippingBook Online newsletter