. وقد لعب هذا المحور دورا ملحوظا " محور المقاومة " عبــر ما أصبح يُُعرف بـ في إرباك اســتراتيجية إســرائيل ودفعها لتوزيع قواتها وتقسيم مجهودها الحربي بين غزة وجنوب لبنان واســتهداف بعض المواقع في اليمن. لقد تكبدت إيران خســائر، خاصة في صفوف حليفها الأساســي حزب الله اللبناني، ولكنها في المقابل نجحت في تفادي توسع الحرب إلى نزاع إقليمي كان يمكن أن يحولها هي ذاتها إلى ســاحة حرب لا يمكن تقدير نتائجها. أما في ســوريا، فإن خسارة إيران كانت أكبر، فقد تلقت بسقوط نظام الأسد، ضربة موجعة لمصالحها هناك ولنفوذها الإقليمي واستراتيجيتها الدفاعية. ، وبعد مراجعة اســتراتيجية إيران باعتبارها القائدة " محور المقاومة " على صعيد والراعيــة، ينظر التقرير في الأدوار التــي لعبتها مكونات المحور الأخرى، بدءًًا بحــزب الله في لبنان، مرورا بجماعة أنصار الله في اليمن، وانتهاء بالجماعات المســلحة فــي العراق. فقد اختلفــت تلك الأدوار وتفاوتت قــوة وتأثيرا، كما اختلفت النتائج على كل جبهة. فلم يكن انخراط حزب الله على الجبهة الشمالية لإسرائل بحجم انخراط الحوثيين أو الجماعات العراقية. في المقابل لم يكن ما أصاب الحزب من أضرار بشــرية وعســكرية بالغة أثرت في استراتيجيته ودفعته لتعديل أهدافه، يوازي ما أصاب بقية مكونات المحور. فــي تعامله مع الحرب الإســرائيلية، اعتمــد حزب الله اســتراتيجية من ثلاثة لإسناد غزة " محور المقاومة " مستويات: الأول، ضمن استراتيجية أكبر انتهجها من خلال تعدد الجبهات. والثاني، في ســياق المواجهة المباشــرة مع إسرائيل، دفاعا عن مواقعه وحاضنته عندما اختارت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها باتجاه الجبهة الشــمالية. أما المستوى الثالث، فيتعلق بكيفية الخروج من الحرب على جبهتي الإسناد والمواجهة المباشرة. لاشك أن الحزب قد حقق بعضا من أهدافه باســتنزاف إســرائيل لأشهر، ودفعِِها لتحريك جزء من قواتها إلى جبهة الشمال، وتكبيدها خسائر مهمة في العديد والعتاد، ما اضطرها، في نهاية المطاف، لعقد اتفاق لوقف إطلاق النار، دون أن تتمكن من القضاء على ما تعدّّه تهديدا أمنيا اســتراتيجيا على جبهة الشــمال. ورغم ما حققه الحزب من ردع متبادل، إلا أن خسائره كانت باهضة، ليس فقط في هذه الحرب، بل أيضا في سوريا، التي فقد فيها حليفا استراتيجيا وجسرا أساسيا للإمداد يصعب تعويضه.
10
Made with FlippingBook Online newsletter