التقرير الاستراتيجي 2025

في حجم ســوريا وموقعها الاســتراتيجي، من المحور الإيراني الروسي وضمها إلى محور تركي خليجي في طور التشــكل. ومن شــأن هذا التغيير، إذا تمكنت القيــادة الجديــدة من تجاوز التحديات الأمنية والسياســية والاقتصادية الراهنة، أن يُُخرج ســوريا من كونها ســاحة تابعة تنعكس عليها الاستراتيجيات الإيرانية والروسية والإسرائيلية والأميركية والتركية، إلى دولة مستقرة وفاعل إقليمي يبني علاقاته على أساس مصالحه، ويحدد دوره بما يتناسب مع موقعه الجيوسياسي. إلى جانب استراتيجيات القوى الإقليمية، تُُعد الاستراتيجية الأميركية إحدى أبرز الاســتراتيجيات المتصارعة في منطقة الشــرق الأوسط. فقبل السابع من أكتوبر ، كانت الولايات المتحدة منخرطة بقوة في دعم أوكرانيا وحشــد حلفائها 2023 الأوروبييــن للانخراط في المجهود الحربي، بهدف إلحاق هزيمة اســتراتيجية بروســيا. وكانت قواتها وأســاطيلها تنشــط بكثافة في بحر الصين الجنوبي، في والحرب " طوفــان الأقصى " محاولــة لاحتواء الصعــود الصيني. ولكن عملية الإسرائيلية على غزة، أحدثتا ما يشبه الانعطافة في السياسة الخارجية الأميركية، في قضايا الشرق " الغرق " جعلت واشطن تعيد ترتيب أولوياتها باتجاه المزيد من الأوسط. صحيح أن الدعم الأميركي غير المحدود كان حاسما في إسناد إسرائيل ومنع انهيارها واتســاع الحرب إلى باقي الإقليم. ولكن " الوجودية " فــي حربها الولايات المتحدة، تكبدت في المقابل خسائر على أكثر من صعيد، ليس أقلها فشــل إسرائيل في تحقيق أهدافها، ما يعد أيضا فشلا لحليفتها أميركا. وإذا كان ثمة عنوان يكثف نتائج هذه الانعطافة الاســتراتيجية في السياسة الأميركية، فهو نجاح واشــنطن في التفريق بين حلفائها والتقريب بين خصومها. ويبدو أن هذا الاتجاه، سيتعمق خلال عهدة الرئيس دونالد ترامب الثانية.

12

Made with FlippingBook Online newsletter