المقاومة الفلسطينية: العودة إلى إستراتيجية الصمود شفيق شقير شك ََّلت غزة، سلطة سياسية ونموذج ًًا مقاومًًا، استثناء في التاريخ الفلسطيني؛ ذلك أنها كانت متحررة من حكم الاحتلال الإســرائيلي المباشر، وإن كانت خاضعة لحصار مطبق، برًًّا وبحرًًا وجو ًًّا، على مدى الســنوات الســبع عشرة التي سبقت عملية طوفان الأقصى. وكانت، إلى جانب ذلك، مستقلة عن السلطة الفلسطينية . ضمن هذا 2007 وعن سياســاتها في التنســيق الأمني مع الاحتلال منذ عــام ا عميقًًا في مفهوم المقاومة وكيفية ممارســتها، سواء الإطار، أحدثت غزة تحولًا على مستوى السلطة وإدارة الحكم، أو على مستوى الفصائل المسلحة وعملياتها ، في " طوفان الأقصى " العســكرية. وقد بلغ هذا النمــوذج ذروة قوته في عملية . فقد كانت تلك العملية خلاصة مركََّزة 2023 الســابع من أكتوبر/تشرين الأول لظروف القطاع وتطلعاته لتجاوز الحصار، وبوصلة للنضال الوطني الفلســطيني بعد فشــل مساراته السابقة على اختلاف وسائلها وحواملها التنظيمية، وعكست قدرات المقاومة في مواجهة الاحتلال عسكريًًّا واستخباراتيًًّا وإعلاميًًّا وأخلاقيّّا. بهذا المعنى، كانت غزة على امتداد أشهر الحرب، محك ًًّا داميًًا لمنازلة إستراتيجية غير مســبوقة بين المقاومة وحاضتها الشــعبية الصامدة، وبين الاحتلال الساعي لاقتلاعها واحتلال القطاع وتهجير سكانه وتصفية القضية الفلسطينية. سياق عملية "طوفان الأقصى" ، مستصحبة السياق والظرف الصعب " طوفان الأقصى " بادرت حماس إلى عملية الذي بات يحيط بغزة ومقاومتها ويهدد القضية الفلسطينية ومستقبلها. فقد تراجع الاهتمــام العربي والعالمي بالقضية الفلســطينية بعد أحداث الربيع العربي التي ودفعت عددًًا من الدول العربية للانشغال بأوضاعها 2010 انطلقت أواخر العام لتعطي دفعة جديدة لمســار 2020 الداخلية، وجاءت اتفاقات أبراهام في العام التطبيــع بين إســرائيل ومحيطها العربي، فانضمت إلــى مصر والأردن كل من الإمارات والبحرين والمغرب.
13
Made with FlippingBook Online newsletter