التقرير الاستراتيجي 2025

فقد بدأت قطاعات مهمة، خاصة من الأجيال الصاعدة، بما في ذلك من اليهود، تتقبل الســردية الفلســطينية وتتعاطف معها وتُُجري مراجعات عميقة للســردية الصهيونية. وحدثت انكســارات في صورة إســرائيل، التي ظلت تسو ِِّقها للعالم على مدى عقود، أساســها الهولوكوســت والمظلومية التاريخية والعداء للسامية ووحشية الفلسطينيين والعرب الذين يحيطون بها من كل جانب. لقد ذك ََّرت هذه الحرب العالم بحقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وقدمــت إســرائيل في صــورة المعتدي الــذي يمارس الإبــادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ولا يتورع عن انتهاك قواعد القانون الدولي وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بكل أشكالها. وقد بدأ اهتزاز تلك السردية وانكسار تلك الصــورة في خلق مد عالمي معارض لإســرائيل، تجلى في مظاهرات شــعبية وحركة احتجاجية واسعة في عموم البلدان الغربية، على رأسها تلك التي دعمت الحرب الإسرائيلية على غزة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكان لافتًًا في تلك الاحتجاجات، الحراك الطلابي النوعي، الذي شمل عددًًا من جامعات النخبة الأميركية وبعض الجامعات الغربية، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وإيقاف التعاون الأكاديمي معها. كما أن وقوف الحكومات الغربية إلى جانب إســرائيل دون مساءلتها عن جرائمها وانتهاكاتها المتكررة لقواعد القانون الدولي أصبح محط مساءلة شعبية وبرلمانية وإعلامية بطريقة غير معهودة. وإذا استطاع الفلســطينيون، خاصة في بلدان المهجر، مراكمة هذه المكاسب والبناء عليها، سيكون لهم دور فاعل في عزل الاحتلال على الصعيد العالمي، وإحداث تغييرات مهمة في مسار الصراع معه في المرحلة القادمة. ما بعد وقف إطلاق النار قبــل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وضعت حماس وبقية فصائل المقاومة خطوطًًا حمراء ربطت فيها بين مراحل تنفيذ الاتفاق الثلاث، بما في ذلك إعادة الإعمار. ولم يشمل تصورات محددة لما بعد الحرب، لا من الجانب الفلسطيني ولا من الجانب الإســرائيلي. واكتفت المقاومة بالتأكيد، أثناء المفاوضات وفي تصريحاتهــا الإعلاميــة المتتالية، على أن حكم غزة شــأن فلســطيني. فأولوية

17

Made with FlippingBook Online newsletter