إستراتيجية إسرائيل: القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل النظام الإقليمي
شفيق شقير ، ســعت إســرائيل إلى " طوفان الأقصى " فــي حربها الانتقامية ردًًّا على عملية تحقيق هدفين معلنين، هما: القضاء على المقاومة واســتعادة الأســرى. وخلف هذين الهدفين تكمن أهداف أخرى ترتكز إليها الإســتراتيجية الإســرائيلية التي تعديلات متتالية مع طول أمد الحرب وامتدادها إلى 2004 شهدت خلال العام ساحات أخرى. تتمثل هذه الإستراتيجية في ضمان تفوق إسرائيل وتعزيز قدراتها الردعية على مختلف المســتويات، بما يحقق أمنها في الداخل والخارج ويمنع تكرار سيناريو السابع من أكتوبر/تشرين الأول أو نشأة مخاطر مماثلة. وتحتاج هذه الإستراتيجية لتنفيذها إلى الهيمنة على المنطقة وتغيير البيئة المحيطة بتوسيع دائرة المتعاونين وإخضاع الأعداء أو تدميرهم. ضمن هذا الإطار الإســتراتيجي يمكن أن نفهم الســلوك الإســرائيلي خلال الحرب على غزة ولبنان وما رافقه النصر " و " التأســيس الجديد " من خطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشــأن . فهل حققت إسرائيل أهدافها " إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط " و " المطلق من هذه الحرب؟ وأين تقدمت الإستراتيجية الإسرائيلية وأين تراجعت؟ هل حققت إسرائيل أهدافها من الحرب؟ يناير/كانون الثاني 15 جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين إســرائيل وحماس، في ، ليؤكــد أن هدفــي الحرب المعلنين لم يتحققــا. فالاتفاق فاوضت عليه 2015 ووقََّعته من الجانب الفلسطيني حركة حماس، التي يُُفترض أن الحرب قد شُُنََّت للقضاء عليها، والأســرى لم ينجح جيش الاحتلال في اســتردادهم بالقوة ولم تتحقق عودتهم إلا عبر الاتفاق مع المقاومة. من ناحية أخرى، فشلت إسرائيل في عزل المقاومة عن حاضنتها الشــعبية، رغم الإبادة الجماعية والدمار الشامل الذي ألحقته بالبنية التحتية والمرافق الحيوية. وفشلت خطتها لتهجير سكان غزة
21
Made with FlippingBook Online newsletter