لتكوين شبكة أمان إقليمية. ومن ناحية ثانية، ستسعى لتوظيف تلك العلاقات في توثيق تحالفاتها مع دول الأطراف، ســواء في المحيط الإفريقي أو في المحيط الآســيوي. وفي مســتوى ثالث، ستستثمر سياسة التطبيع وشد الأطراف معًًا في مواجهــة دول عربية وإسلامية مناهضة للاحتلال ومعارضة للهيمنة الإســرائيلية علــى المنطقــة. وستســتخدم تلك التحالفــات أيض ًًا لمواجهة قــوى المقاومة لإضعافهــا وعزلهــا عن بعضها البعض، وعزل القضية الفلســطينية عن محيطها العربي والإسلامي وعن بعدها العالمي المتنامي. وهذه سياســة إســرائيلية قديمة، أطلق عليها رئيس الوزراء - تحالف الأقليات: ، في إشارة إلى " الطوق الثالث " الإســرائيلي الأسبق، ديفيد بن غوريون، اســم التحالف مع الأقليات في المنطقة العربية. وإذا كانت تلك السياسة في عهد بن غوريون تستهدف بشكل خاص التحالف بين اليهود والأكراد، فقد أصبحت، مع التطورات الجارية في المنطقة، خاصة بعد الحرب في لبنان والتغيير في سوريا، تتخذ بعدًًا أكثر خطورة. وقد دعا وزير الخارجية الإســرائيلي، جدعون ســاعر، ، إلى تعزيز العلاقات 2024 بعد توليه وزارة الخارجية، في نوفمبر/تشرين الثاني في الشرق الأوسط، في إشارة إلى أن تلك " المجتمعات الكردية والدرزية " مع السياسة لا تزال معتمدة، وأن إسرائيل تسعى لتوسيعها واستخدامها لضرب وحدة دول المنطقة وإضعاف أي نظام إقليمي لا تهيمن عليه أو لا يخدم مصالحها. لتحقيق شــروط الهيمنة في ســياق تنافس محتدم بين عدد - التفوق المطلق: من القوى الإقليمية تحتاج إســرائيل إلى تحقيق التفوق المطلق على منافســيها في عدة مجالات، خاصة على الصعيد الإســتراتيجي. قد تكون حكومة نتنياهو محور " في حربها على غزة وفي مواجهتها لـ " النصر المطلق " فشلت في تحقيق الذي تقوده إيران، ولكن الطموح الإسرائيلي بالتحول إلى قوة إقليمية " المقاومة تنفــذ خططها دون عراقيل، وتفرض شــروطها على الجميــع يظل هدفًًا مركزيًًّا لسياســاتها. وفي غيــاب القدرة الذاتية على تحقيق هــذا الهدف، بما في ذلك قدرتهــا علــى ضمان أمنها الخاص، يبقى الدعم الخارجي والتحالف مع القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هو الرافعة الأساســية لتحقيق التفوق عملية طوفان " المطلق. ولكن ذلك الدعم، رغم ســخائه، تبينت محدوديته منذ وما أعقبها من تطورات. " الأقصى
27
Made with FlippingBook Online newsletter