التقرير الاستراتيجي 2025

لا يبدو أن إســرائيل تملك القــدرة على تنفيذ إســتراتيجيتها فــي الخلاصــة، الكبرى في الهيمنة المطلقة على المنطقة وتشــكيل نظام إقليمي بقيادتها، مهما كان مســتوى الدعــم الغربي الذي تقدمه لها الولايــات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. فالداخل الإسرائيلي يحتاج إلى ترميم ومعالجة لردم الهوة المتسعة بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، واستعادة ثقة السكان في القيادة السياسة والأمنية وفي مستقبل المشروع الصهيوني ذاته. والمقاومة، رغم محدودية إمكاناتها وما تعيشــه من حصار لا يمكن القضاء عليها، وقد أثبتت أنها بعد كل حرب تعود أقوى مما كانت. والمنطقة في عمومها، لاســيما على المستوى الشعبي، ستظل ترفض الاحتلال وتناصر القضية الفلسطينية حتى لو اختارت بعض دولها التطبيع أو التحالف مع إسرائيل. والقوى الإقليمية المنافسة، وعلى رأسها تركيا وإيران، أصبح لها من أدوات القوة العســكرية والأمنية والاقتصادية ما لا يســمح لأي قوة أخرى بالهيمنة المطلقة أو تشــكيل النظام الإقليمي على حســاب مصالحها أو نفوذها. كما أن الدعم الغربي ليس ثابتًًا، وقد بدأ يشــهد بعض المراجعات على ضوء الســلوك الإســرائيلي الذي لا يأبه لقواعد الحرب، ولا يقيم للقانون الدولي وزنًًا، ولا يستنكف عن ارتكاب كل أنواع الجرائم، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية.

28

Made with FlippingBook Online newsletter