مع تســخير التكنولوجيا بصورة غير مسبوقة من الجانب الإسرائيلي، " تقليدية " في عمليات معقدة وعميقة التخريب. وكانت تفجيرات البيجر التي اســتهدفت ا عن الآلاف مــن مقاتلــي حزب الله في لبنان أبرز عناوين هذه المواجهة، فضلًا استخدام أسلحة بقدرة تدميرية عالية. خلال الحرب الأخيرة، كانت إسرائيل تنجح في إقصاء قادة المحور الكبار شيئًًا فشيئًًا، في سلسلة من الاغتيالات التي حملت أهدافًًا ميدانية وعسكرية وسياسية. فاغتالت قادة حماس في عقر دار المحور (بيروت وطهران)، وشــجعها غياب الرد على الجرأة في اســتهداف القادة، فاغتالت الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وكل أعضاء المجلس الجهادي للحزب. لقد ألحقت الضربات الإسرائيلية المتلاحقة والمتسارعة ضررًًا بالغًًا في بنية الحزب القيادية وفي كفاءته في إدارة الحرب. صحيح أنها لم تؤد إلى انهياره، وأبلى مقاتلوه بلاء حسنًًا في المواجهة مع جيش الاحتلال في الجنوب، إلا أن الحزب بدا مجبرًًا على القبول . ويبدو أنه سيحتاج إلى وقت 2024 بوقف إطلاق النار، في نوفمبر/تشرين الثاني ليس بالقليل لإعادة تنظيم صفوفه وتعيين قياداته ومعالجة مداخل الاختراق التي أصابته. لقد واصلت إســرائيل بكفاءة ضــرب حلفاء إيران، كما واصلت جعل الانخراط في محور المقاومة مكلفًًا لأعضائه. إيــران ذاتهــا، الدولة الداعمــة للمحور، لم تكن بعيدة عن مرمى الاســتهداف الإســرائيلي، وقد أظهر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، جرأة غير مســبوقة في مهاجمة أهداف داخل إيران وخارجها، وهو ما أجبر طهران، التي ظلت تحاول تجنب مواجهة مباشرة تقول إن إسرائيل تسعى لجرها إليها، على تنفيذ هجومين الوعد الصادق " بالصواريخ والمســيرات في العمق الإسرائيلي. لقد حاولت في ، أن تثأر لكرامتها وترســي معادلــة ردع جديدة مع " 2 الوعــد الصــادق " و " 1 " الصبر الإستراتيجي " إسرائيل، بعد أن تبين لها أن سياستها السابقة المعروفة بـ لــم تفلــح فــي منع نقل المعركة إلــى عقر دارها. وقد كشــفت إيران في هذه المواجهة عن امتلاكها قدرة صاروخية تســتطيع الوصول إلى أهداف إســرائيلية بدقــة، لكن لا يمكن الجزم بــأن الهجومين نجحا بصورة كاملة في بناء معادلة الردع التي تريدها طهران.
33
Made with FlippingBook Online newsletter