سوريا: حلقة القوة والضعف شك ََّلت سوريا، على مدى سنوات، حلقة مهمة في محور المقاومة، سواء بالنسبة إلى ضمان خطوط الإمداد لحزب الله أو بالنســبة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ففي الحالتين، كانت سوريا داعمًًا لا غنى عنه، وحكمت علاقتها مع إيران مصالح وأحداث تاريخية تعود إلى فترة حافظ الأســد وتعقيدات الحرب ، دخلت علاقة حركة 2011 الإيرانية-العراقية. ومع انطلاق الثورة الســورية في حماس مع نظام الأسد في أزمة وصلت حد القطيعة. وحين استؤنفت العلاقات ، ظن كثيرون أن تلك الأزمة قد طويت صفحتها. 2022 بين الحركة والنظام عام ورأى البعض أن عودة بعض قيادات حماس إلى دمشق دليل على وحدة محور المقاومة وتماسكه. لكن جمر إســقاط بشــار الأسد كان يستعر، وفجأة وجد نفسه خارج سوريا في لعبة إقليمية ودولية كبرى لم يكن الجيش السوري بعيدًًا عنها. ومع اقتراب قوات المعارضة من دمشــق، تكفل الحليف الروسي بتهريب الأسد إلى موسكو، فيما أدرك الإيرانيــون ومقاتلــو المحور، وفي مقدمتهم حزب الله، أنه لا جدوى من الاستمرار في الدفاع عن النظام إذا كان الجيش السوري لا يريد القتال. فقرروا الانسحاب عوض ًًا عن الاستدراج إلى قتال أشبه بالفخ. من ناحيته، اعتبر حزب الله تحريك الســاحة الســورية عقب وقف إطلاق النار بمنزلة استدراج لإغراقه مجددًًا في الســاحة الســورية، وهو ما لا يستطيعه وما لا تريده القيادة الجديدة للحزب متمثلة في أمينه العام، نعيم قاسم. خلال السنوات الأخيرة، واظب بشار الأسد على طلب تقليص الوجود الإيراني في سوريا، وهو ما حدث بالفعل. وقد فهم الإيرانيون ذلك على أنه نتيجة تقارب النظام مع الإمارات. لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد لتقليص الوجود الإيراني، فقد وجدت إيران أن نخبتها من الحرس يتم استهدافها من قبل إسرائيل بصورة دقيقة، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن المعلومات المتعلقة بهم كانت تُُرسل إلى إسرائيل من داخل الحلقة الضيقة لبشار الأسد. ومع طوفان الأقصى، رفض الأســد إحياء جبهة الجولان، رغم ترتيبات جرت على مدى ســنوات من قبل خبراء من إيران وحزب الله. فبدا وكأن الاســتثمار
34
Made with FlippingBook Online newsletter