التقرير الاستراتيجي 2025

الإيراني في ســوريا كان خاسرًًا، خاصة بعد إسقاط نظام الأسد، الذي رأت فيه طهران تحقيقًًا لهدف إســرائيل بإخراج إيران من ســوريا. من المنظور الإيراني، تبدو إســرائيل الرابح الأكبر من هــذا التغيير الذي حدث على يد المجموعات المعارضة والمعادية لإيران، والذي سمح لإسرائيل بشن غارات مدمرة استهدفت المنشآت العسكرية السورية والموانئ والمصانع، إضافة إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية. وليس واضح ًًا ما إذا كان يمكن لسوريا أن تعود مجددًًا لتكون حلقة قوة في المحور الإيراني المعادي لإســرائيل، فاللعبة الكبرى تتواصل في المنطقة بين لاعبين تلتقي مصالحهم وتتعارض على أكثر من صعيد. تجديد الإستراتيجية الدفاعية وإعادة تعريف "محور المقاومة" ، " طوفان الأقصى " ستجبر التطورات الجارية في سوريا، والتحديات التي فرضها والعدوان على غزة، وانتقال المواجهة مع إسرائيل إلى مستويات تتجاوز الحرب في المناطق الرمادية، سيجبر كل ذلك إيران على إعادة بناء إستراتيجيتها الدفاعية. ورغم تأكيد طهران بأنها ستستمر في تقديم الدعم لحلفائها في المحور، إلا أن في إستراتيجيتها " محور المقاومة " مؤشرات كثيرة تفيد بأنها بصدد إعادة تعريف المســتقبلية، مع احتمال خســارة المزيد من الساحات، وليس العراق ببعيد عن ذلك. في هذا الســياق، تشــير النقاشــات في طهران إلى ضرورة التركيز على مقومات القوة الداخلية، وفي مقدمتها البرنامج الصاروخي وبرنامج المســيرات والبرنامــج النووي. فالاتفاق المتعثر بشــأن البرنامج النووي يوشــك أن يصل ، في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، والتهديد 2025 إلــى نهايتــه في العام الإســرائيلي المتواصل باســتهداف المنشآت النووية، وهو ما قد يدفع إلى تغيير كبير في العقيدة النووية لإيران. هــذا النقاش الداخلي بين " محور المقاومة " يعــزز من الدعــوة لإعادة تعريف مؤسســات صنع القرار فــي إيران. ولا تبدو حلقة الفكــر التي تحيط بالرئيس الإيراني ويتزعمها وزير الخارجية السابق، جواد ظريف، مقتنعة باستمرار السياسة الإيرانية على حالها في العلاقة مع محور المقاومة. ولعل هذا التوجه الذي خرج إلى العلن في أكثر من مناسبة قد شجع على مراجعة نقدية للحضور الإيراني في

35

Made with FlippingBook Online newsletter