التقرير الاستراتيجي 2025

ســوريا، تلخصت في أن إيران اســتثمرت في مجموعة فاسدة. في هذا الإطار، كتبت شخصية إصلاحية أن زمن إنفاق المال الإيراني لحماية بيت العنكبوت قد انتهى. لكن الســؤال الأساسي يتعلق بمدى موافقة المؤسسات القوية الأخرى، كمؤسســة القيادة ومؤسسة الحرس الثوري، على هذه المقاربة. وتشي أحاديث القائد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، بأنه لا يتشارك مع الرئاسة وحلقتها الفكريــة هــذه المقاربة، ولا يقف الحرس الثوري بعيدًًا عن ذلك، وإن كان يقر بثغرات في سياسته المتعلقة بسوريا. محور " علــى صعيــد مكوناته وجبهاته المتعددة، يبدو اليمــن جوهرة التاج في في الاستمرار " أنصار الله " . فالمبادرة والشــجاعة التي أبدتها جماعة " المقاومة في إسناد غزة رغم ما أصابها من ضربات، باتت تمثل التحدي الأبرز لإسرائيل، لذلك فإن الدعم الإيراني للجماعة سيســتمر ويتعزز. إلى جانب ذلك، ستحتاج إيران إلى زيادة التنســيق بين مكونات المحور، سياســيًّّا وعســكريًّّا، لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة مع استمرار المواجهة مع إسرائيل واحتمال تصاعد السياسة العدائية للولايات المتحدة في عهد ترامب تجاه المحور عمومًًا وإيران تحديدًًا. ولا يمكن الجزم بصمود وقف إطلاق النار في غزة أو في جنوب لبنان، فالجبهتان قد تعودان للاشتعال مجددًًا. مــن جهة أخرى، تبدو العقوبات الاقتصاديــة ضاغطًًا على علاقة إيران بمحور المقاومة، وتبدو مقاربة حكومة بزشكيان في مقاومة العقوبات الاقتصادية مختلفة عن نهج الراحل رئيسي، الذي سعى لعقد تحالفات اقتصادية وتعزيز الاستقلال الذاتي. فقد عادت حكومة بزشكيان لتضغط من أجل الموافقة على الاتفاقية مع مجموعة العمل المالي لتســهيل التبادلات المالية، وهي الاتفاقية المقترحة منذ عهد روحاني، والتي قاومتها مؤسســات صنع القرار في إيران بشراســة، خاصة فيما يتعلق بالبنود التي تخص مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال؛ حيث رأت أنها تستهدف بصورة مباشرة الدعم الذي تقدمه إيران لحركات المقاومة. قد يكون من المبكر القول بأن إيران والحلفاء في المحور المقاومة قد نجحوا في فرض معادلات جديدة في المنطقة، لكن المحور أصبح، وفق تعبير عراقجي، عـ ًا إقليميًًّا لا يمكن تجاهله. ويرتبط تقدم هذه الخيارات أو تراجعها بصورة � واق

36

Made with FlippingBook Online newsletter