حزب الله: الخروج من تداعيات الحرب والتكيف مع التحولات الداخلية والخارجية
شفيق شقير بعد أن توقفت الحرب على الجبهة اللبنانية-الإســرائيلية، يقف حزب الله على مفترق طرق، في مواجهة تداعيات سياســية وميدانية قاســية. ويزيد من ثقل هذا التداعيات ســقوط نظام بشــار الأســد، حليف إيران المهم في دمشــق. ويبدو ا ومعقدًًا، وســيحتاج إلى مقاربة أن طريــق التعافي أمام الحزب ســيكون طويلًا جديدة سواء في مواجهة إسرائيل، أو في التعاطي مع الوضع اللبناني والإقليمي المســتجد. ورغم هذه التحديات التي تدفع للشك في قدرته على العودة للعب نفس الدور السياسي والعسكري السابق في لبنان والمنطقة، لا يفتأ الحزب يؤكد على استعادته للمبادرة، خاصة أن وجوده لم يعد يتعلق بخيار المقاومة فقط، بل أيض ًًا بمسار حاضنته الاجتماعية ومحلها من النظام اللبناني. إستراتيجيتان للمواجهة وأخرى للخروج منــذ انــدلاع الحرب الإســرائيلية على غــزة، اعتمد حزب الله إســتراتيجيتين محور " مختلفتين، إحداهما في سياق حرب إسناده لغزة ضمن إستراتيجية أكبر لـ ، الذي تقوده إيران. والأخرى في مواجهة الحرب على لبنان بعد أن " المقاومــة اختارت إسرائيل توسيع عملياتها باتجاه الجبهة الشمالية. أما الثالثة فتتعلق بكيفية الخروج من الحرب على الجبهتين. طوفان " مع بدء الحرب الإســرائيلية على غزة، ردًًّا على عملية حرب الإســناد: ، أطلق حزب الله معركة 2023 ، في الســابع من أكتوبر/تشرين الأول " الأقصى . في مرحلة " حرب الإسناد " موازية ضد إسرائيل منخفضة الحدة، تحت عنوان أولى، بادر الحزب إلى اســتهداف القوات الإســرائيلية في مزارع شبعا المحتلة للضغط على الاحتلال ودفعه لإيقاف الحرب على غزة، والحد من تداعياتها كي لا تشمل لبنان. من جهتها، كانت إسرائيل توس ِِّع من دائرة المواجهة حتى شملت
39
Made with FlippingBook Online newsletter