التقرير الاستراتيجي 2025

معظم منطقة شمال نهر الليطاني في جنوب لبنان، مع استهداف ممنهج، وبوتيرة متصاعدة، لمنتسبي حزب الله وقادته العسكريين حتى خارج هذه المنطقة. وكان ، 2024 اغتيال القائد البارز، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية، في أغسطس/آب مؤشــرًًا على ما يمكن أن تصل إليه هذه المواجهة. ولكن الحزب رفض إيقاف حرب الإســناد وأصر على مواصلتها. وبعد أن أنجزت إسرائيل معظم عملياتها العسكرية في غزة، بدأت في تعزيز قواتها في الشمال، استعدادًًا لتحويل جنوب ، بدأت قواتها الجوية 2024 لبنان إلى ســاحة حرب رئيسية. وفي سبتمبر/أيلول والبرية عملية واسعة النطاق، وتوسعت في استهداف قيادات الحزب في عموم الأراضي اللبنانية بمزيج من الإجراءات العسكرية والأمنية والاستخبارية المتقدمة . فكانت عمليات تفجير أجهزة الاتصال، واغتيال الأمين " سهام الشمال " سمتها العــام للحزب، حســن نصر اللــه، إضافة إلى عدد من قيــادات الصف الأول. وأحدثــت دمارًًا كبيــرًًا في البنية التحتية لحاضنة الحزب في الجنوب والضاحية والبقاع، ودفعت أكثر من مليون من سكان تلك المناطق إلى النزوح. ، أعلن الأمين العام 2004 في نهاية أكتوبر/تشــرين الأول معركــة أولي البأس: الجديد، نعيم قاسم، دخول الحزب في مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل . والحقيقة أن هذه " سهام الشمال " ردًًّا على عملية " أولي البأس " تحت عنوان المعركــة كانت قد بدأت فعليًًّا قبل إعلان اســمها؛ إذ بــادرت مجموعات من الحــزب إلــى عمليات كر وفــر واقتناص جنود الاحــتلال وآلياته في الجنوب دون العودة إلى القيادة التي كانت إســرائيل قد أجهزت على أغلب عناصرها، وتراجعت بذلك قدرة الحزب على الإدارة والتحكم والاتصال. مع توالي الخســائر في صفــوف مقاتلي الحزب وارتفاع إســتراتيجية الخروج: كلفتهــا فــي صفوف قياداته، بدأ الحزب يراجع أولوياته ويعيد النظر في جدوى معركة أولي البأس وفي قدرته على مواصلة حرب الإســناد لغزة. ومع تصاعد الضغط الميداني والسياسي محليًًّا وإقليميًًّا، تحول هدف الحزب من الحرب من إسناد غزة ووقف العدوان عليها إلى وقف الحرب الإسرائيلية عليها وعلى لبنان. لقد اســتطاع حزب الله أن يتماســك ويســتمر في المواجهة بفضل قدرته على المزاوجــة بين القتال البري عن قرب والاســتهداف عن بُُعــد بوتيرة متصاعدة بواسطة الصواريخ والمسيرات. اعتمد الحزب في القتال البري على مجموعات

40

Made with FlippingBook Online newsletter