اســتعان بالأهالي لإجبار إســرائيل على الانسحاب من بقية الأراضي الجنوبية، وســقط العشــرات من الشــهداء والجرحى بعد أن أخلََّت إسرائيل باتفاق وقف ، 2025 يناير/كانون الثاني 26 إطلاق النار ولم تنسحب بحلول اليوم الستين، في فجرى تمديد الاتفاق ثلاثة أسابيع إضافية. يُُتوقع أن يعمد الحزب في المرحلة القادمة إلى استعادة قوته في لبنان، فقد تعود علــى فعل ذلك كلما تراجــع دوره أو أنهى مهمة في أماكن أخرى، ولكنه هذه المرة، سيفعل ذلك لأسباب أكثر إلحاحًًا. فهو يخشى أن تخلق الحرب دينامية سياسية على حسابه، لن تقتصر على استهداف دوره السياسي والعسكري الإقليمي وفي الجنوب اللبناني، بل تستهدف أيض ًًا إضعافه داخل المعادلة اللبنانية، وعزله عن حاضنته الشعبية بذريعة فشل سلاحه في حماية لبنان. لكن الحزب لا يزال يؤكد أن المقاومة هي التي منعت احتلال الجنوب وأنها هي الضامن الإستراتيجي لذلك ولا شــيء في الوقت الراهن يقوم مقامها. لأجل ذلك، على المقاومة أن تحتفظ بمصادر قوتها الأساسية والتي قامت على ضلعين: يتمثل الضلع الأول في الحاضنة الشــعبية من حيث اتســاعها والتزامها القوي بالحزب، لاســيما أنها الأســاس الذي بُُنيت عليه قوة الحزب سياسيًًّا في النظام اللبناني. وهي المصدر الفعلي لذراعه العسكرية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي لعب أدواره الإقليمية. وهي التي تدعمه في المواجهات السياسية والعسكرية ا ًا وتوفر له القدرة على الاستمرار. وهي قاعدته السياسية والاجتماعية بوصفه ممثل يحميها ويدافع عنها وعن لبنان. لقد " مقاومة " لها في النظام اللبناني أو بوصفه حكــم هــذا التعريف علاقة الحزب مع حاضنته منذ نشــأته، وخاصة بعد تولي القيادة أمينه العام الســابق، حســن نصر الله. ومما يمكن أن يفســر عدم إصرار إســرائيل على إنشــاء منطقة عازلة جنوب لبنان، إلى جانب الأسباب العسكرية، خشيتها من أن تعيد سردية الاحتلال التفاف حاضنة الحزب حوله بعد أن ظنََّت أنها ألحقت بهذه العلاقة أضرارًًا بالغة. ويتمثــل الضلــع الثاني في الدعم الإيراني بالــسلاح والمال وكل ما يحتاج إليه الحــزب. وقد بلغت العلاقة بين الحــزب وإيران ذروتها إبان عهد الأمين العام الســابق، حســن نصر الله. فقد كان محل ثقة القيادة الإيرانية، وكان قادرًًا على
43
Made with FlippingBook Online newsletter