المبادرة باتخاذ قرارات استثنائية، وعزز من هذه الثقة الدور المتقدم للحزب في ســوريا وبقية المناطق التي يمتد فيها النفوذ الإيراني، لاسيما بعد ثورات الربيع . وقد اســتفاد الحزب مــن هذا الدعم لتعزيز موقعه في 2011 العربــي في العام السياسة اللبنانية والتأثير في مساراتها على مدى العقدين الأخيرين، وبوجه خاص . 2006 بعد حرب عام مــن البديهي أن يســارع الحزب إلى تدارك هذيــن الجانبين، والتأكد من إعادة انتظام العلاقة مع الحاضنة ومع العمق الإيراني. وسيأخذهما بالاعتبار في ترتيب أولوياته للمرحلة القادمة وفي تحديد دوره ووضع أهدافه المستقبلية. مستقبل الحزب ســتكون الخســائر التي مُُني بها حزب الله محددًًا أساســيًًّا لدوره على المدى القصير، فهو ســيركز على التعافي والنهوض وإعــادة تعزيز موقعه في المعادلة اللبنانية والإقليمية بما يتناسب مع ذلك الدور. وهو يدرك أن دوره على الصعيد اللبنانــي ليس محل اعتراض دولي، لذلك سيتمســك بهــذا الدور الذي يحميه نظام المحاصصة الطائفية. واســتنادًًا على ذلك، سيستعيد نشاطه بوصفه مقاومة بالمفهوم الواســع للكلمة، وفقًًا للظروف والفــرص التي تتيحها الأزمة اللبنانية وما يمكن أن تتخذه من مســارات. عمليًًّا، سيظل يتصرف بصفته مقاومة وطنية تدافع عن الجنوب اللبناني، وسيتمسك بالشرعية التي تضفيها تلك الصفة على سلاحه. وسيســتمر في تطوير سلاحه مع القبول بمناقشــته في إطار، ما يسمى . " الإستراتيجية الدفاعية " لبناني ًًّا، على المديين، المتوسط والبعيد، لا يبدو الحزب قلقًًا من تداعيات الحرب على ، يرى أنه انتصر إستراتيجيًًّا، " حرب الإسناد " مصيره. فهو، رغم فداحة خسائره في ليس فقط لأنه استطاع إقامة نوع من توازن الردع مع القوة الإسرائيلية، بل لأن الحرب على غزة انتهت إلى وقف إطلاق نار وتبادل أسرى، وهو الهدف الأساس من حرب الإســناد. بهذا الاعتبار، يرى الحزب نفسه شريكًًا في هذا النصر كما كان شريكًًا في الحرب. على الصعيد اللبناني، إذا أفضى اتفاق وقف إطلاق النار إلى انســحاب القوات
44
Made with FlippingBook Online newsletter