التقرير الاستراتيجي 2025

الإســرائيلية من كامل الجنوب اللبناني، فإن الحزب ســيراه نصرًًا له. وإذا تعثر الاتفــاق أو بقيت إســرائيل محتلة لأراض لبنانية أو اســتمرت في اســتهدافها للبنان، فســيكون ذلك مبررًًا لاســتمرار دوره العســكري في الجنوب. وسيعزز بذلك ســرديته القائلة بأن إســرائيل تطمع في لبنان قبل حرب غزة وبعدها، وأن حرب الإسناد في حقيقتها كانت استباقية. أما على الصعيد الإقليمي، فقد انحسر دور الحزب، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في دمشق، ومن الطبيعي أن ينتظر ما ستســفر عنه التحــولات الجارية في المنطقة وما يمكــن أن تفضي إليه من تحالفات، ليحدد موقعه. فالأوضاع في ســوريا لم تستقر بعد، وستحتاج إيران، ، إلى المزيد من الوقت لإعادة النظر في " محور المقاومة " الراعي الأساســي لـ إستراتيجيتها الدفاعية وفي أدوات تنفيذها واستعادة نفوذها الإقليمي. خاتمة يســود فــي لبنان اعتقاد بــأن تراجع قوة حزب الله وإعــادة النظر في دوره في وعلى الصعيد الإقليمي، سينعكس إيجابيًًّا على الشأن اللبناني. " محور المقاومة " ومن شــأن ذلك أن يفصل أزمات لبنان الداخلية عن أزمات المنطقة، وسيُُفسح ذلك المجال لإعادة انتظام الحياة السياســية والدستورية، خاصة أن الفيتو الذي طالما تمتع به الحزب في إدارة الشــأن اللبناني، لن يكون بنفس قوته كما كان في الســابق. إلا أن لبنان لا يزال يعاني من أزمة سياســية مستفحلة تأججت بعد ، ولا تزال بعض الوظائــف الحكومية معطلة ولا تعمل 2019 انتفاضــة تشــرين بانتظــام. كمــا أن الأزمة المالية ما زالت خانقــة بعد انهيار البلاد اقتصاديًًّا، ولا يُُتوقع أن تخرج منها البلاد إلا بدعم عربي ودولي مثقل بالشــروط السياســية والاقتصادية. من أهم تلك الشــروط أن لا حروب انطلاقًًا من لبنان، ولا نفوذ متقدمًًا لحزب الله في المعادلة اللبنانية الجديدة يوزاي نفوذه في السابق. في نهاية المطاف، ســتبقى أيديولوجية حــزب الله المرتبطة بالمقاومة ثابتة كما رســمتها أدبياته المؤس ِِّسة، وســتبقى تطلعاته في لعب دور سياسي محوري في لبنان وخارجه قائمة. ولكن تداعيات المرحلة الســابقة وما تكبده من خســائر، بين طوفان الأقصى وســقوط نظام الأســد، ستضع حدودًًا على تلك التطلعات وستدفعه لمراجعات عميقة تخص دوره ومكانته الإقليمية.

45

Made with FlippingBook Online newsletter