وبريطانية وإســرائيلية على مدى أشهر، ردًًّا على موقفها الداعم للفلسطينيين، لا تزال مســاندة الحوثيين لغزة مستمرة. وكان آخر المواقع التي استهدفها الطيران الحربي الإســرائيلي ميناءي، الحديدة ورأس عيســى، ومحطتي، الحالي ورأس . فما ملامح الرؤية التي تقود جماعة أنصار 2024 سبتمبر/أيلول 29 كثيب، يوم الله في مســاندتها لغزة؟ وما التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه تطبيق
تلك الرؤية وتدفع الجماعة للإصرار على موقفها. ملامح وأبعاد الانخراط الحوثي في حرب إسناد غزة
تنطلق جماعة أنصار الله في دعمها لغزة من رؤية إستراتيجية لا تنفصل عن تلك التي يتبنََّاها محور المقاومة. فالجماعة تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية في خطابها السياسي والإعلامي، وتنظر إليها باعتبارها قضية جامعة لا يختلف على مساندتها والتضحية من أجلها معظم التيارات السياسية في اليمن، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والمذهبية. وقد وجدت الجماعة في تبنيها القضية الفلسطينية ووضعها في مكانة متقدمة ضمن سياق سرديتها الإعلامية والسياسية فرصة لاستثمار ذلك الموقف داخليًًّا وخارجيًًّا. ينبغــي فهم هذه الرؤية ضمــن المعادلة اليمنية التي على المســتوى الداخلي، تشــكلت على مدى السنوات العشــر الماضية. فنتيجة لاستمرار الحرب الدائرة المســنودة خارجيًًّا منذ " الحكومة الشــرعية " في اليمن بين جماعة أنصار الله و نحو عشــر ســنوات، أصبحت المناطق الخاضعة لســيطرة الجماعة تعاني ترديًًا في الخدمات الأساســية مــن كهرباء وماء، وضعفًًا فــي أداء المرافق العمومية ا عن انتشــار الفقر، وزيادة نسبة مثل الصحة والتعليم والنقل والاتصالات، فضلًا الســكان الذين يعانون من نقص الغذاء. هــذه الحالة المتفاقمة، في ظل غياب حلول سياســية للمسألة اليمنية على المستوى الوطني، خلقت نوعًًا من السخط والغضب المتزايد داخل الأوساط الشعبية. في هذا الإطار، يمكن أن تكون نصرة ا مناسبًًا لتنفيس الاحتقان القضية الفلســطينية والدفاع عن الحق الفلسطيني سبيلًا وتبرير التدني المتواصل للأوضاع المعيشية، باعتبار أن جزءًًا من ميزانية الجماعة ومواردها موجه لتعزيز القدرات العسكرية لنصرة غزة ومساندة الشعب الفلسطيني في محنته. ولكن، أيًًّا كانت الحســابات الداخلية للحوثيين وراء انخراطهم في
48
Made with FlippingBook Online newsletter