التقرير الاستراتيجي 2025

إلى قوائم الاستهداف السفن الأميركية والبريطانية، بقطع النظر عن وجهتها. وفي مايو/أيار، بدأت المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف كافة السفن المتجهة إلى بما في في ذلك عبر البحر الأبيض المتوسط أو في أي منطقة " موانئ إسرائيلية . وكانت الجماعة قد أعلنت، في شــهر يوليو/تموز " تصل إليها قوات الحوثي ، دخول عملياتها في المرحلة الخامسة من التصعيد، ردًًّا على سلسلة من 2024 الغارات الجوية شنََّتها إسرائيل على مدينة الحديدة اليمنية. صحيــح أن الانخــراط الحوثي في الحرب على غزة، لم يُُحدث تغييرًًا جوهريًًّا في معادلة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أو العربي-الإسرائيلي، ولكنه بالتأكيد مؤثر في اســتنزاف القدرات الإسرائيلية، وفي فك العزلة الإقليمية عن المقاومة الفلســطينية. وإذا استمر الحوثيون في مراكمة قوتهم العسكرية وتطويرها نوعيًًّا، سيكون دورهم في الجولات القادمة من الصراع أكثر أهمية وتأثيرًًا. تحديات وعقبات تواجــه الرؤية التي تقود جماعة أنصار الله في دعمها لغزة جملة من التحديات والعقبات، الداخلية والخارجية، نجملها في ما يلي: داخليًًّا، تحتاج الجماعة إلى الموازنة الدقيقة بين متطلبات الداخل، المتمثلة في تلبية احتياجات الســكان في المناطق الخاضعة لســيطرتها، والإنفاق العسكري وما يســتلزمه مــن توجيه للموارد المالية نحو هــذه الوجهة. فهي من جهة، لا تســتطيع التخلي عن القضية الفلســطينية والتوقف عن دعم غزة حفاظًًا على ما اكتســبته من شــرعية وشــعبية. ومن جهة ثانية تحتاج إلى توفير الموارد المالية الضرورية والقدرات العسكرية اللازمة لاستمرار هذا الدعم. كما أن دعم القضية الفلســطينية ســيكون أكثر تأثيرًًا في ظل وضع سياسي مستقر ومجتمع منسجم وشرعية لا نزاع عليها، وهو ما يفتقده اليمن في الوقت الراهن. خارجيًًّا، تواجه الجماعة تحديات على ثلاثة مســتويات: المستوى الأول يتعلق بإيران، المصدر الأساســي للدعم المالي والعســكري والتقني والاســتخباراتي لجماعة أنصار الله. فاستمرار دعم الحوثيين لغزة مرتبط إلى حد كبير باستمرار دعــم الإيرانيين لهم، وهو أمر يتوقف على أولويات إيران في المرحلة القادمة.

51

Made with FlippingBook Online newsletter