على حلب. ومن الواضح أن العراق لم يقدم أي دعم عســكري لنظام الأســد، لكنه قام بمحاولات سياســية، كان أبرزها اســتضافة بغداد لاجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية إيران وســوريا والعراق، في السادس من ديسمبر/كانون الأول، انتهى ببيان وصف تقدم قوات المعارضة الســورية بالخطر الجسيم على الدول الثلاث وبكونه تهديدًًا لأمن شعوبها وللمنطقة برمتها. جســد الموقف الرســمي العراقي المؤيد لنظام الأسد، سياقًًا عامًًّا شمل أغلب الطيف السياسي الشيعي بشكل خاص. لكن اللافت أن الفصائل العراقية المسلحة التي توعدت بالقتال إلى جانب قوات النظام، امتنعت عن إرسال الدعم المتوقع، بل إن المسلحين العراقيين الذي كانوا ينشطون في سوريا منذ سنوات، انسحبوا مع بقية الميليشيات التابعة لإيران عشية دخول قوات المعارضة إلى دمشق. بعد ذلك، تغيرت صيغة الخطاب السياسي العراقي باتجاه التأكيد على ضرورة احترام الإرادة الحرة للســوريين. على الصعيد الدبلوماســي، لم يغادر السفير العراقي دمشــق، واجتمع لاحقًًا، بمعية ســفراء آخرين، مع قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع. إلى جانب التحديات التي فرضتها الحرب في غزة، يُُتوقع أن تشكل التطورات الجارية في ســوريا تحديًًا إضافيًًّا للنظام السياسي في العراق، وخاصة للكيانات . فالضربات التي " محور المقاومة " المدعومة من إيران، والتي تشكل جزءًًا من تلقاها المحور، في لبنان وسوريا على وجه التحديد، يمكن أن تمتد آثارها إلى . 2025 العراق خلال العام الضغوط الدولية لحل الجماعات المسلحة يمكن أن نشهد بداية آثار الحرب على غزة وسقوط النظام في سوريا على العراق في الاتصالات السياســية المكثفة التي جرت خلال الأســابيع الأخيرة من العام سـ ِرت على أنها �ُُ مع الساســة العراقيين، والتي ف 2025 والأولى من العام 2024 مساع لحمل السلطات العراقية على فك الارتباط مع إيران والقيام بخطوات فعلية في هذا الاتجاه. ومن بين تلك الخطوات حل الحشد الشعبي وبقية المجموعات المسلحة. لم يتجاوز هذا التفسير مرحلة التكهنات ولم يصدر بشأنه أي موقف
56
Made with FlippingBook Online newsletter