تحديات متعددة ومقاربات سياسية غير واضحة مــن غير الواضح كيف ســيتعامل العراق مع التحديــات الجديدة التي تفرضها التطورات الإقليمية المستمرة، ومن أبرزها انهيار نظام الأسد في سوريا، وانتشار السلاح لدى جماعات ذات تأثير قوي في الوضع السياسي والأمني، والتهديدات الإســرائيلية المســتمرة بتوجيه ضربات للجماعات المسلحة، وحتى لإيران عبر الأراضــي العراقيــة. يضاف إلى ذلك تحدي التعامل مــع إدارة أميركية جديدة ورئيس ســبق له أن قام بتوجيه أوامر اغتيال لقائد فيلق القدس الإيراني، قاســم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في قلب . وكانت محكمة عراقية قد أصدرت قبل ســنوات أمرًًا 2020 بغداد، مطلع العام بالقبض على دونالد ترامب بتهمة قتل سليماني والمهندس. التعامــل مــع هذه التحديات يتجاوز الســلطات الحاكمة إلــى جميع الأطراف السياسية العراقية، ومنهم بطبيعة الحال الس ُُّنََّة والأكراد. فالسنََّة، على سبيل المثال، أصبحوا يشعرون بأن التطورات التي تشهدها سوريا بعد تغيير النظام سيكون لها تأثير إيجابي على المناخ العام في المنطقة، ويمكن أن تؤثر بالتالي على سلوك الطبقة السياسية الشيعية في العراق لتقبل باتخاذ إجراءات ترفع ما يعتبرونه ظلمًًا في حقهم وفي حق شــرائح عراقية أخرى. وفي مقدمة تلك الإجراءات إصدار قانون العفو العام وإعادة مئات الآلاف من النازحين الس ُُّنََّة إلى ديارهم ومناطقهم. بأكثر من مليون 2024 وتقدر منظمات دولية عدد النازحين العراقيين خلال العام ومئــة ألــف نازح، غالبيتهم يقطنون إقليم كردســتان. ويُُمنع كثير من هؤلاء من العودة إلى ديارهم التي يخضع بعضها بالكامل لســيطرة الجماعات المســلحة بدعوى منع عودة الإرهاب، لاسيما في مناطق جرف الصخر جنوب بغداد. يمكن اعتبار عجز العراق عن معالجة المشــكلة الطائفية من بين أبرز إخفاقاته . ورغم أن 2017 منــذ طــرد تنظيم الدولة (داعش) من الموصل في صيف العام هذه المشكلة لم تتخذ بُُعدًًا عدائيًًّا مسلحًًا، إلا أن الشعور بوجودها، يجعل من الانسجام الداخلي في مواجهة التحديات الإقليمية أمرًًا غير مؤكد. وقد ظهرت بعد سقوط نظام الأسد تصريحات لسياسيين عراقيين من أبرزهم رئيس الوزراء
58
Made with FlippingBook Online newsletter