سوريا الجديدة: إعادة رسم خريطة القوى الإقليمية والدولية الحواس تقية ، أحد أهم حدثين جيوستراتيجيين 2024 يُُعد سقوط نظام بشار الأسد، في نهاية في منطقة الشــرق الأوســط، إلى جانب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ، بعد عجز إســرائيل عن تحقيق أهدافها المعلنة. وبين 2025 يناير/كانون الثاني الحدثيــن علاقة وثيقة وتداخل بيــن أجندات القوى الفاعلة في كل منهما. فقد أدى ســقوط بشار إلى تغيير الوضع داخل ســوريا، وخلق توازنات جديدة بين القوى الإقليمية، وأعاد توزيع المكاســب والخسائر، وفتح مسارات من الفرص . 2025 والمخاطر، ستوجه الوضع السوري الانتقالي خلال العام تغيير المعادلة الداخلية لا شــك أن الرابح الأكبر من ســقوط النظام هو عموم الشعب السوري، الذي عانى كثيرًًا، وبأشــكال مختلفة، تحت حكم عائلة الأســد الطائفي الاســتبدادي المطلق. فقد استعاد السوريون الأمان على حياتهم وممتلكاتهم، وأصبح بإمكان ملايين شــخص، العودة إلى 7 النازحيــن داخــل بلدهم، الذين تجاوز عددهم مناطقهم واستئناف حياتهم الطبيعية دون خوف. وبات المهج ََّرون خارج بلدهم، ملايين شــخص، قادرين على العودة إلى وطنهم بعد 6 البالغ عددهم أكثر من أن شردهم النظام وانتقم من أهاليهم وسلبهم حقوقهم كافة. سيفســح سقوط نظام الأســد أيض ًًا المجال لإعادة توحيد المناطق السورية التي كانت مقســمة بين مناطــق خاضعة لقوى الثورة وأخرى للنظــام وثالثة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية. وكانت الأراضي الســورية في مجموعها تحت وصاية خارجية، إما مباشرة أو بصفة غير مباشرة. إلى جانب ذلك، بدأت ســوريا تتعافى من آثار النظام الطائفي الذي أقام حكمه على إخضاع الغالبية العظمى من الســوريين لفئة قليلة مك ََّنها من كل أســباب
61
Made with FlippingBook Online newsletter