التقرير الاستراتيجي 2025

التســلط والهيمنة على مقدرات البلاد بلا حســيب ولا رقيب. وبات متاح ًًا أمام السوريين فرصة إقامة مؤسسات وطنية قائمة على الشراكة والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع دون امتيازات عائلية أو طائفية. أتاح سقوط بشار الأسد كذلك الفرصة أمام السوريين لإخراج بلدهم من العزلة الدولية التي تسبب فيها النظام السابق، وأصبح بإمكانهم الانفتاح على محيطهم العربــي والإقليمي وبنــاء علاقات تعاون مع مختلف دول العالم وتكتلاته. فقد الفرصة للســوريين للشــروع في 2024 وفر التغيير الذي حدث في نهاية العام توحيــد بلدهم والنهوض به وإعادة بنائه وإعماره بعد الخراب الذي لحقه على مدى العقود الماضية. إلى جانب الشــعب الســوري، تُُعد الفصائل الثورية المسلحة، خاصة تلك التي كانــت في إدلــب، وتكفلت بالجزء الأكبر من المعارك التي أدت إلى إســقاط النظام، أهم الكاســبين من هذا التغيير. فقد انضوت تلك الفصائل تحت مظلة نوفمبر/تشرين 27 إدارة العمليات العسكرية، وبادرت بعملية ردع العدوان، في . وأثناء التحضير لتلك العملية، كانت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد 2024 الثاني الشــرع، قد تمكنت من إقناع بقية الفصائل، كالجيش الوطني السوري، الحلف الوثيق لتركيا، بالانضواء تحت قيادتها في إدلب، كما أقنعت فصيل أحمد العودة، الذي ينشــط جنوب دمشق، بتســليمها المناطق التي سيطر عليها، خاصة المقار الحكومية في العاصمة. بعد تحرير دمشق، توافقت الفصائل التي شاركت في عملية التحرير على تسليم قيادة المرحلة الانتقالية لأحمد الشرع. بدأت الإدارة الجديدة بملء الفراغ الأمني والسياســي الناتج عن سقوط النظام، فشكلت حكومة مؤقتة غلب على تكوينها الفريق الذي كان يدير شؤون إدلب. ونظرًًا للتعقيدات الأمنية التي خلََّفها انهيار الجيش والمؤسســة الأمنية، وما أبداه فلول النظام الســابق من مقاومة في بعض المناطق، وتعدد التنظيمات المســلحة المنتشــرة في كامل التراب السوري، فقد كان تشكيل وزارة دفاع وطنية موحدة أحد أبرز التحديات أمام الإدارة الجديدة. في هذا الســياق، دعا الشرع كل التنظيمات المسلحة إلى حل نفسها والاندماج في المؤسســة العســكرية الجديدة التي ســيكون لها وحدها الحق في احتكار

62

Made with FlippingBook Online newsletter