الشــديدة، قد تشــك ِِّل خطرًًا لدى بعض الفئات السورية التي ترى فيها احتكارًًا للسلطة، فترفض الاندماج في المؤسسات الجديدة وتصر على استقلالية قرارها ا ًا. والتمسك بسلاحها في انتظار قيام مؤسسات أكثر تمثيل وبالفعــل، فقد رفضت بعض القوى الســورية تنفيذ توجيهات الشــرع وطالبت بضمانــات أو بوضعيــات خاصة تحافظ على بعض من اســتقلاليتها. وفض ََّلت قــوى أخرى ترك البــاب مواربًًا، فلم تعلن رفضها البات ََّ، لكنها لم تشــرع في تنفيذ توجيهات الشــرع. أما عن الرافضيــن، فقد امتنع بعض القادة الدروز عن التخلــي عن السلاح والاندمــاج في وزارة الدفاع الجديــدة، وطالبوا بتوضيح شكل الدولة التي ستُُبنى بعد المرحلة الانتقالية. ولم يحضر قادة تلك الفصائل المســلحة في السويداء حفل تنصيب الشرع رئيس ًًا انتقاليًًّا. من جهتها، اشترطت قوات سوريا الديمقراطية، وقوامها الرئيسي من القوات الكردية، الحصول على وضع خاص داخل الجيش الســوري، يمك ِِّنها من الحفاظ على هيكلية قواتها، لتكون أشــبه بقوات البيشــمركة العراقية التي تدير إقليم كردستان. ولم يحضر قادتها مؤتمر النصر الذي أعلن الشــرع رئيس ًًا جديدًًا لسوريا. ولم يتضح موقف في الجنوب الســوري، فقد اكتفى " الفيلق الثامن " أحمــد العــودة، الذي يقود سـًا ولم يحضر هو شخصيًًّا. يُُذكر أن � بإرســال نائبه لحضور تنصيب الشرع رئي ، أن كل الفصائل 2025 فبراير/شباط 3 الشرع أكد في حوار للإيكونوميست، في المسلحة ارتضت حل نفسها ما عدا قوات سوريا الديمقراطية. الرابحون والخاسرون من تغيير النظام في سوريا تُُعد تركيا القوة الإقليمية التي اســتفادت أكثر من غيرها من ســقوط نظام بشار الأسد في سوريا. فقد دعمت الثورة منذ بدايتها، وشاركت مشاركة ملموسة في الجهود الدولية التي كانت ترمي لإسقاط الأسد، وظلت ترعى منطقة إدلب التي تضم الفصائل الثورية المسلحة. ونس ََّقت جهودها مع روسيا لوضع ترتيبات لما كان يُُعرف بمناطق خفض التوتر. وقد تكفلت تركيا بمساعدة الفصائل المسلحة وســكان إقليم إدلب في تدبير شــؤونهم المعيشية على مدى السنوات الماضية. ورغــم الدعوات المتكررة التي وجههــا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،
64
Made with FlippingBook Online newsletter