لبشار الأسد للقاء من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، ظل الأسد يرفض اللقاء، مشترطًًا انسحاب القوات التركية من مواقعها في الشريط الشمالي من الأراضي السورية. يمكن فهم المكاسب التركية من التغيير في سوريا من أكثر من زاوية. فالفصائل المسلحة التي تشكلت منها إدارة العمليات العسكرية التي أسقطت نظام الأسد، كانت تحت رعاية أنقرة في إدلب، وستظل مدينة بالفضل لتركيا لما قدمته لها من حماية ودعم في عملياتها، علاوة على مساعدتها على تطوير علاقاتها الخارجية، خاصة مع القوى الغربية. لذلك، ســتظل تركيا محل الثقة الرئيســي لدى القيادة الجديدة في سوريا، وستواصل الاستعانة بها في ترسيخ حكمها، وتوحيد بلدها وحمايته من التهديدات الخارجية. فقد خرجت ســوريا من هذه الحرب ممزقة وضعيفة ومعزولة وتعاني من صعوبات اقتصادية حادة. في المقابل، ستكون إعادة الإعمار فرصة اســتثمارية هائلة للشــركات التركية، وستكون سوريا سوقًًا مهمة للمنتجــات التركية. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وســوريا عقب %، وتتطلع تركيا إلى رفع قيمة التبادل التجاري بين 35 . 5 ســقوط الأسد بنســبة مليارات دولار في الأمدين، 10 إلى 2024 مليارات دولار في 205 البلدين من القصير والمتوســط. وسيكون التفاهم بين القيادتين فرصة لتسوية النزاعات التي كانت قائمة بين النظام السوري السابق والقيادة التركية حول منطقة هاتاي ولواء الإسكندرون. على الصعيد الأمني، ستستفيد تركيا من الوضع الناشئ على حدودها الجنوبية. فالقيادة الجديدة في دمشق ستمنع أي هجمات تستهدف الجنوب التركي، ولن تســمح بأي أنشــطة معادية لتركيا تنطلق من الأراضي السورية. وقد كان النظام الســوري في عهد حافظ الأسد يســتعمل الفصائل الكردية المسلحة لاستنزاف تركيا، واســتضاف عبد الله أوجلان، القائد الرئيسي لحزب العمال الكردستاني ولم يطلــب منه المغادرة إلا بعد أن ، 1998 المعــادي لتركيــا، إلى حدود العام هددت تركيا بغزو سوريا. على المدى البعيد، ستتخلص تركيا من الحاجز الذي كان يمثله النفوذ الإيراني ويمنعها من التواصل مع الأقاليم الممتدة على جنوبها، كما كانت تفعل تاريخيًًّا.
65
Made with FlippingBook Online newsletter