فقــد باتــت الآن قادرة على العبور الآمن بــر ًًّا إلى لبنان والأردن، ومن ثمة إلى باقي دول الخليج. وقد حرصت تركيا منذ تكوينها على التواصل المباشــر مع هــذه المناطق، لأهميتها على صعيد أمنها الإقليمي، ولما توفره من فرص على صعيد مصالحها التجارية والاقتصادية، ولما تتيحه لها من نفوذ عبر دول الخليج إلى منطقة شرق آسيا. إلى جانب تركيا، تبدو قطر أكثر القوى الإقليمية استفادة من التغيير في سوريا. فقــد ظلت الدوحة تدعم القوى الثورية، وتحتفظ بســفارة الائتلاف الســوري المعــارض مفتوحــة، وتقف في وجه دعوات إعادة تأهيل نظام الأســد وعودته إلــى الجامعــة العربية، والترويج لإعادة الاعتراف بــه دوليًًّا، خلافًًا لغالبية دول الجامعة. لذلك، كانت قطر من أولى الدول التي أرســلت وفودها إلى دمشــق في ظل ترحيب ســوري كبير وانفتاح على التعاون المشــترك، خاصة في مجال الطاقة ومشاريع إعادة الإعمار. لم تتأخر المملكة العربية الســعودية عن هــذه الديناميكية الإقليمية التي خلقها ســقوط نظام الأسد، فالمملكة ترى في هذا التغيير فرصة تاريخية لما يمثله من انكسار للمشروع الإيراني في المنطقة، وتراجع لنفوذ طهران الذي كانت تمارسه عبر شــبكة من الحلفاء تمتد عبر أربع عواصم عربية. وكان نظام الأســد حلقة رئيســية في ربط هذه الشــبكة، التي يمتد تأثيرها إلى جنوب المملكة. لذلك، ســتكون المملكة أيض ًًا من بين أكبر المســتفيدين على الصعيد الإقليمي، وقد تمكنت من التقاط هذه اللحظة وأرســلت أكثر من إشــارة لاحتضان هذا التغيير ودعم القيادة الجديدة. وكانت الرياض أولى العواصم التي اســتقبلت الشــرع . 2025 رئيسًًا جديدًًا لسوريا، في الثاني من فبراير/شباط يـ ًا، يمكن اعتبار الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية المتحالفة معها � دول والمناهضة للسياســات الإيرانية ولتمدد نفوذها الإقليمي مســتفيدة من ســقوط نظام الأسد. فقد زال بذلك نظام معاد للسياسات الغربية، وتقلص نفوذ المحور المعــادي للغــرب بقيادتيه، الإقليمية في إيران والعالمية في موســكو. في هذا السياق، تعد إسرائيل أيض ًًا إحدى القوى المستفيدة من سقوط الأسد، على الأقل على المدى القريب. فقد تخلصت من التهديد المحتمل لشمال إسرائيل من قبل نظــام حليف لإيران. خاصة مــع انقطاع الإمدادات التي كانت تصل إلى حزب
66
Made with FlippingBook Online newsletter