علــى صعيد ترتيب الوضع الداخلي، وعدت القيادة الجديدة بتشــكيل حكومة انتقالية جامعة واختيار أعضاء مجلس تشــريعي مصغر وإصدار إعلان دستوري وعقد مؤتمر حوار وطني. وعلى الأغلب ســيجري تنفيذ هذه الخطوات خلال ، وربما في نصفه الأول. فإذا قام اختيار هذه الهيئات والمؤسســات 2025 العام علــى معاييــر الكفاءة والتمثيليــة وتجنب المحاصصة الطائفية، فســتكون قيادة الشرع قد وضعت الأسس السليمة للنظام الجديد ووس ََّعت من قاعدته السياسية والاجتماعية. ســيكون القبول الشعبي الواســع بهذه الخطوات فرصة لتأسيس شرعية داخلية تتكامل مع الشرعية الخارجية التي تجلت في الحركية الدبلوماسية المكثفة التي شهدتها دمشق خلال الشهرين الماضيين، وفي تسابق العواصم العربية والإقليمية لاســتقبال الرئيس الشــرع وفريقه الحكومي. ولم يكن ذلك ممكنًًا لولا بعض الإنجازات التي تحققت داخليًًّا على صعيد بسط الأمن وتوحيد السلاح، وطمأنة القوى الخارجية بأن سوريا الجديدة ستكون قوة استقرار إقليمي على خلاف ما كانت عليه تحت قيادة النظام السابق. ستفســح العلاقــات الواعدة بين دمشــق ومحيطها العربــي، وخاصة العلاقات المتميزة مع الدوحة والرياض، المجال أمام سوريا الجديدة لتجاوز ما يواجهها مــن تحديات في مجــالات الاقتصاد والطاقة وإعادة الإعمار. ومن المرجح أن طفرة في الاســتثمارات القطرية والسعودية والتركية لتشكل 2025 يشــهد العام القاعدة التي تســتند إليها عمليات إعمار ســوريا في إقامة البنية التحتية وتوفير الخدمات الضرورية والنهوض بقطاع الإنتاج وإعادة ربط دمشق بالعالم وتمكينها من استعادة دورها العربي والإقليمي المؤثر. ســتوفر العلاقة الوثيقة بين أنقرة ودمشق ورغبة القيادتين في تولي تركيا تدريب القوات الأمنية والعســكرية السورية فرصة لبعث مؤسسات سورية محترفة. وإذا اتفق البلدان على منح تركيا قواعد جوية في سوريا ستكسب دمشق ظهيرًًا إقليميًًّا قويًًّا يشــاركها في حماية مجالها الجوي والتصدي للتهديدات المشــتركة. وقد 4 ألمــح الشــرع إلى هذا التوجه خلال لقائه مع الرئيــس التركي في أنقرة، في ، حين أشــار إلى بناء إســتراتيجية دفاعية مشتركة لمواجهة 2025 فبراير/شــباط
68
Made with FlippingBook Online newsletter