التهديدات الخارجية. من ناحية أخرى، قد تتفق القيادتان على ترســيم الحدود البحريــة، ليشــرع البلدان في التنقيب عن النفط في أعمــاق مياههما الإقليمية، ويتجاوزا الخلاف الذي كان قائمًًا بين النظامين في الســابق حول وضع منطقة هاتاي. ومن شــأن هذه الخطوة أن تعزز وضع تركيا في شــرق المتوسط، وفي ا إضافيًًّا تحتاجه سوريا للاستثمار والنهوض الاقتصادي. الوقت ذاته توفر دخلًا مقابل هذه الفرص، تنتظر القيادة الســورية الجديدة مخاطر قد تحد من قدرتها علــى تجاوز الصعوبات الماثلة بأخف الأضرار. فعلى المســتوى الداخلي، قد تخفق مســاعي إقناع قوات ســوريا الديمقراطية بحل نفسها والقبول بالاندماج في القوات التابعة لوزارة الدفاع الوطنية. وفي حال قرر الرئيس ترامب ســحب قواته من سوريا، كما وعد في وقت سابق، ستجد تلك القوات نفسها مكشوفة؛ ما يغري القيادتين، السورية والتركية، باستغلال الموقف والسعي لحسم الخلاف عسكريًًّا. فإذا اندلعت المواجهات، ستكشف عن بعض المخاطر كأن توعز إيران لحلفائها في العراق بدعم قوات ســوريا الديمقراطية لاســتنزاف النظام السوري الجديــد وإنهاكه. وقد تســارع إســرائيل، من جهتها، لدعــم تلك القوات حتى تظل سوريا مفككة وضعيفة وغير قادرة على استعادة وحدتها وعافيتها ودورها ا عن التفكير في تحرير أرضها المحتلة في هضبة الجولان. الإقليمي، فضلًا على صعيد آخر، أبدت القوى الغربية انفتاح ًًا نسبيًًّا في التعامل مع القيادة السورية الجديــدة وقررت رفعًًا جزئيًًّا للعقوبات المفروضة على ســوريا في عهد النظام الســابق. لكن تلك القوى لم تقرر بعد رفع العقوبات كلها أو تلك المفروضة على أحمد الشــرع وهيئة تحرير الشــام. ويمكن أن تتحول ورقة العقوبات إلى سلاح غربي يضغط على القيادة الســورية الجديدة من أجل إخضاعها وإجبارها على انتهاج سياســات قد لا تكون في مصلحتها ومصلحة الشــعب الســوري. وإذا اســتمرت تلك العقوبات، ستشكل عائقًًا أمام استكمال المرحلة الانتقالية، وأمام إفساح المجال لإعادة بناء الدولة وإعمارها في الآجال المحددة وبالشروط المطلوبة.
69
Made with FlippingBook Online newsletter