الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: تفرق الحلفاء وتقارب الخصوم
الحواس تقية ، كانت الولايات المتحدة منخرطة 2023 قبل الســابع من أكتوبر/تشــرين الأول بقــوة في دعم أوكرانيا وحشــد حلفائهــا الأوروبيين للانخــراط في المجهود " طوفان الأقصى " الحربي بهدف إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا. ولكن عملية والحرب الإســرائيلية على غزة، أحدثتا ما يشبه الانعطافة في السياسة الخارجية في " الغرق " الأميركية، جعلت واشــطن تعيد ترتيب أولوياتها باتجاه المزيد من قضايا الشــرق الأوسط. فحركت أســاطيلها وأرسلت حاملات طائراتها وقوات عســكرية خاصة إلى المنطقة. في الوقت ذاته، انخفض مســتوى التوتر في بحر الصين الجنوبي وتراجعت التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيجين، بعدما كانت متصاعدة في السنوات السابقة. وانصب اهتمام إدارة بايدن على ما يجري في غزة وما تقتضيه حماية إســرائيل من دعم لا مشــروط لتمكينها من مواجهة المقاومة في هذا الإطار، يمكن النظر إلى ما حققته الفلسطينية وردع أعدائها الإقليميين. هذه الانعطافة من مكاسب للولايات المتحدة وما سبََّبته من خسائر، بعضها آني وبعضها ستبرز آثاره في المستقبل. ، 2024 كانت حصيلة الولايات المتحدة من رهاناتها في الشــرق الأوســط، عام رماديــة، تجمع بين تحقيق بعض المكاســب والحفاظ على بعضها، وبين تكبد بعــض الخســائر. ويعود ذلك في جزء منه إلى دخــول الولايات المتحدة في صراعات مباشرة مع بعض القوى الإقليمية، وبعضها الآخر لتمكن القوى الدولية والإقليمية المنافسة لها من انتهاز الفرص التي أتاحها التراجع الأميركي. فحققت تلك القوى بعض المكاســب التي تخصم من رصيد قوة الولايات المتحدة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط عمومًًا.
71
Made with FlippingBook Online newsletter