مــن جهة أخرى، لا يزال تحالف الولايات المتحدة مع الدول الخليجية مجديًًا تباينًًا في الجدوى. فقد حافــظ الطرفان على 2024 للطرفيــن، وإن شــهد فــي علاقاتهما التاريخية، وظلت الولايات المتحدة الشريك الأمني الأساسي. ورغم التقاء مصلحة الطرفين في تفادي اتســاع الحرب الإســرائيلية على غزة، إلا أن الحسابات بينهما كانت مختلفة. وكان دور قطر خلال هذه الحرب محوريًًّا في ملفين رئيسيين، أولهما: تسهيل تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حتى لا تنفلت الحرب إلى كامل منطقة الشرق الأوسط، وقد كان للسعودية أيض ًًا دور مهــم فــي خفض التوتر، كما دلََّت عليه زيارة وزيــر الخارجية الإيراني، عباس أكتوبر/تشرين 6 عراقجي، إلى الرياض للقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، في . وثانيهما: الوســاطة القطرية في مفاوضات وقف إطلاق النار في 2024 الأول غزة وتبادل الأسرى. وهو ملف شائك خاصة بسبب التعنت الإسرائيلي المدفوع بحسابات سياسية داخلية معقدة. ومع ذلك، ظلت الدوحة الوسيط الموثوق، بل الــذي لا غنى عنه للولايات المتحــدة، فأفضت جهودها في نهاية المطاف إلى . 2025 وقف الحرب على غزة في بداية يُُحسب للولايات المتحدة كذلك، إسهامها المؤثر في إرغام إسرائيل على قبول وقــف إطلاق النار في غزة، في المرحلــة الانتقالية بين إدارتي بايدن وترامب، وقد كان دور ترامب حاســمًًا في ذلك حيث مارس ضغطًًا شــديدًًا على نتنياهو أرغمه على قبول ذات الصفقة التي كان قد رفضها في السابق. فاستمرار الحرب فيه اســتنزاف لموارد الولايات المتحدة الموجهة لدعم إسرائيل، وسيشغلها عن القضايــا التي تعدها إدارة ترامــب الجديدة من صميم المصلحة الأميركية، مثل القضــاء على عجز الميــزان التجاري برفع التعريفــة الجمركية على المنتجات الواردة إلى الســوق الأميركيــة، وتحويل الولايات المتحــدة إلى مركز للذكاء الاصطناعــي والعملات الرقمية، وإعادة المهاجرين غير القانونيين إلى بلدانهم، واستئناف صفقة القرن بإقناع دول عربية جديدة بالتطبيع مع إسرائيل. . 2024 استفادت الولايات المتحدة أيض ًًا من سقوط نظام بشار الأسد، في نهاية فقــد تخلصت بذلك من نظام كان حلقة أساســية من حلقات المحور الإيراني المعادي لها ولحليفتها إسرائيل. وكان يسمح للحرس الثوري باستخدام أراضيه
73
Made with FlippingBook Online newsletter