جســرًًا لنقل الإمدادات الإيرانية إلى حزب الله اللبناني فيشــكل بذلك تهديدًًا مستمر ًًّا لشمال إسرائيل. تشير بعض التقديرات إلى أن الولايات المتحدة أسهمت إسهامًًا غير مباشر، وقد يكون غير مقصود، في إسقاط نظام الأسد، فقد فرضت عليه عقوبات اقتصادية شديدة جفََّفت مصادر دخله، ودعمت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المناطق النفطية والزراعية في الشمال الشرقي لسوريا، فحرمته من مواردها ومنعته من توظيفها لتوفير الموارد التي تؤمِِّن مســتوى من المعيشــة لقواته تجعلها قادرة على القتال وراغبة فيه، ولا تضطر إلى بيع قطع غيار أسلحتها لتوفير لقمة العيش. في هذا السياق، استمر التحالف بين الولايات المتحدة وقوات ســوريا الديمقراطية لاحتجاز الآلاف من قوات تنظيمي الدولة والقاعدة، ومنع تنظيم الدولة من إعادة تشــكيل نفســه في المناطق الرخوة بين العراق وسوريا. خسائر على أكثر من صعيد رغم المكاسب المذكورة، لم تكن السنة الأخيرة من عهدة الرئيس، جو بايدن، دون إخفاقات، ســواء في منطقة الشــرق الأوســط أو على مســتوى السياسة ، بخسائر على أكثر 2024 الخارجية عامة. فقد مُُنيت الولايات المتحدة، في العام من صعيد، خاصة بعد نجاح إسرائيل في دفعها لتغيير أولوياتها وتحويل وجهة سياســتها الخارجية والانخراط الكامل في حربها على غزة. وقد تســبب الدعم غير المحدود لهذه الحرب في إرباك موقفها من الحرب الروســية-الأوكرانية، ولم تتمكن من توفير الموارد اللازمة التي تحتاجها كييف لمواصلة حربها بنفس الزخم أو استرداد أقاليمها المحتلة. يُُعد إخفاق إســرائيل في تحقيق أهدافها في غزة إخفاقًًا للولايات المتحدة أيض ًًا لأنها تعهدت بالمشاركة في تحقيق نفس الأهداف الإسرائيلية؛ فشاركت مشاركة كبيرة بالعتاد والمال والمواقف السياســية والدبلوماسية، كما شاركت في حماية إسرائيل والدفاع عنها بشكل مباشر، ودعمتها بالخبرة والمشورة اللازمة، وتصدت لهجمات الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وحاربت الحوثيين نيابة عن تل أبيب وحاولــت الحد من نشــاطهم فــي البحر الأحمر. ورغم هــذا الدعم، أخفقت
74
Made with FlippingBook Online newsletter