العدد 12 من مجلة لباب

137 |

،) 2 في العلاقات الدولية تُوجّه الاجتهادات الأكاديمية المهتمة بمفاهيم القوة والأمن( جاعلة من البعد العســكري مرتكزها الأســاس ومتخذة من الدولة المرجع الرئيسي )، إلا أن التحولات التي شهدتها المجالات الاقتصادية والتحديات البيئية 3 للتحليل( التــي تعاظم أثرها خلال ســبعينات وثمانينات القرن الماضــي، بالإضافة إلى بروز القضايــا المرتبطة بالهوية، وتفاقم التهديدات غير التقليدية، مثل: الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية خلال التسعينات، أنتجت إطارات أوسع لتناول القضايا الأمنية، تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية للأمن بالإضافة إلى الأبعاد السياسية والعسكرية. وأبعاده الاجتماعية، الأساس النظري " الأمن الموسّع " لقد شــكّل هذا النقاش حول لما سُــمّي بمدرســة كوبنهاغن في العلاقات الدولية؛ إذ نجح منظّروها في إحداث تحوّل جوهري في تاريخ الدراسات الأمنية من خلال توسيع وتعميق مفهوم الأمن. وتأسســت أفكار هذه المدرســة على إدماج مقاربات حديثة في الدراســات الأمنية، ونعتقد أن ثمة أربع مفاهيم رئيســية تمثّل الأســاس الفكري والنظري لهذه المدرسة وهي: الهوية، والمجتمع، والتهديد، والاستجابة. وتتمحور نقطة البداية في إعادة بناء الدراسات الأمنية في التمييز بين الدولة والمجتمع، Ole ) وأولي ويفر ( Barry Buzan فمنظّــرو هذا التيار الفكري، مثل: بــاري بوزان ( ) وغيرهم، يجادلون بأن الدراســات Jaap De Wild ) وجــاب دي وايلــد ( Waever الأمنية تحتاج لتبني ثنائية الأمن: أمن الدولة الذي يتعلق بالسيادة، والأمن المجتمعي ). وإعادة صياغة مفهوم الأمن وفق هذه الثنائية لا تعتبر المجتمع 4 الذي يهتم بالهوية( مجرد قطاع تابع لأمن الدولة، ولكنه كيان مستقل بذاته وموضوع مرجعي للأمن. فإذا كانت الدولة هي الهدف المرجعي للأمن السياسي والعسكري والبيئي والاقتصادي، فإن المجتمع هو الهدف المرجعي للأمن المجتمعي، كما أن بروز رهانات وتحديات .) 5 جديدة في النظام العالمي، جعلت المجتمع هو المعني بالتهديد أكثر من الدولة( قدرة المجتمع على " ) بـ Societal Security ويُعرّف ويفر وبوزان الأمن المجتمعي ( الاســتمرار في سماته الأساســية في ظل الظروف المتغيرة والتهديدات المحتملة أو .) 6 ( " الفعلية تحوّ جوهريّا " كوبنهاغــن " وباعتمــاد مفهــوم الأمن المجتمعي، أحدثت مدرســة فــي مفهوم التهديد؛ حيــث حوّلت الهوية والثقافة لرهانــات أمنية، والتعامل معهما

Made with FlippingBook Online newsletter