145 |
سبتمبر/ 11 )، خاصة بعد أحداث 26 بشــكل واضح عن تحولات الأنظمة الليبرالية( ؛ ذلك أن التعذيب والاختطاف والاغتيال " الحرب العالمية علــى الإرهاب " أيلــول و والاعتقــال خارج إطار القانون وغيرها من الممارســات حدثت برعاية من الأنظمة الرســمية وتحت غطاء الطوارئ. وقد تشــكّلت قناعة لدى هذه الأنظمة بكون حالة الوحيد الذي قد يُبرّر ممارســات العنف " الإطار البديل " الطــوارئ يمكــن أن تمثّل المتطرفة التي تمارسها الدولة. في هذا الســياق، يلتقي مفهوما الأمننة والطوارئ عند أفكار المفكر الألماني، كارل لا يمكن استخلاصه " سياســي " )، الذي يعتبر أن كل ما هو Carl Schmit شــميت ( من المضمون الموضوعي المحدد لقضية ما، وإنما يتحدد بالطريقة التي يشــعر بها الفواعــل تجاه القضية، فكل شــأن ديني أو اقتصادي أو أخلاقــي يتحوّل إلى خانة إذا ما أحدث تمييزًا وتقسيمًا واضحًا للناس بين صديق وعدو. ويقترب " السياســي " هــذا التعريف للسياســي من تعريف الأمن باعتباره قضيــة بقاء ووجود يهدده أعداء متصوّرون، والأمننة هي توســيع لفكرة الأخطار الوجودية وســحبها على مجالات الحيــاة المختلفــة على نحو يجعلها قائمة على منطــق الحالة القصوى أو الطوارئ، .) 27 ومن هنا تصبح السياسة هي ممارسة لإجراءات الطوارئ( . المؤشر الثاني للأمننة يتمثل في التأطير المفاهيمي لحالة الطوارئ الصحية؛ حيث 2 يلاحَظ أن المفاهيم الواردة في مختلف البلاغات الصادرة عن الجهات والمؤسسات الرسمية وكذلك الخطاب الرسمي العام، تبتعد عن التوصيفات ذات الحمولة الأمنية أو العسكرية القوية؛ حيث لم يسجل أن جرى الحديث عن فيروس كورونا في الحالة كما هي الحال " الحرب " ، وأن مواجهته ترقى إلى درجة " عــدوّا " المغربيــة باعتباره على اللغة الرســمية " النبرة الوقائية والاحترازية " بالنســبة لعــدد من الدول. طغــت ، لأنها كانت موجهة للداخل، حيث اعتُبِر 19 المستعملة في التعامل مع جائحة كوفيد- أزمة " ، وجائحة كورونا " وضعية اســتثنائية " الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية بالتدابير " اليقظة والتتبــع والتقيد الصارم " تســتلزم التحلي بأقصى درجات " صحيــة .) 28 الوقائية والاحترازية( علــى المغرب، كما على باقــي دول العالم، تطوير 19 . فرضــت جائحــة كوفيد- 3 القدرة على الاستجابة الفورية والسريعة والفعالة بدءًا من البحث عن التأطير القانوني والتشــريعي والدســتوري لمختلف الإجراءات والتدابير المتخذة. وقد حدثت هذه
Made with FlippingBook Online newsletter