العدد 12 من مجلة لباب

| 166

ونشــير هنا إلى أن الدســاتير الإفريقية المعنية بالدراســة إنما هي الموروثة أساسًــا عن المســتعمر، لاسيما الفرنســي والبريطاني، لكونها أبعد المصادر أثرًا، سواء على المستوى القانوني والتنظيمي، فيما تأخر استقلال الدول المُسْتَعْمَرَة من قِبَل البرتغال إلى منتصف السبعينات مع وجود دول أوروبية غيرها لم تحتل إلا قليً من الشعوب الإفريقية. . النظام الدستوري الإفريقي 1.2 لما خرجت الدول الإفريقية من حقبة الاســتعمار حاول كل كيان سياســي بناء ذاته وترتيــب وضعه الداخلــي والخارجي، والحفاظ على هويته عبر الوســائل المتاحة والمتعارف عليها في المنتظم الدولي الجديد، ومن بينها الوثيقة الدستورية التي تأتي على قمة التشــريع الوطني، لكن الملاحظ أن الوحدات السياسية الإفريقية اعتمدت ثلاثية (أممية، إقليمية، فلسفية) شكّلت مرجعية تشريعية ثابتة تتنزل على مراتب: - ميثاق الأمم المتحدة/الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. . 2002 /الاتحاد الإفريقي 1963 - ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية - مبدأ العلمانية إطارًا تشريعيّا وسياسيّا وإنْ على درجات متفاوتة. لقد كانت تلك الأعمدة وتوابعها -ولا تزال- معابر لولوج عصر الســيادة الأممي، وتؤكد بعض الدول الإفريقية الفرنكوفونية انضمامها لإعلان حقوق الإنسان والمواطن ، والغابون 1960 ، مثل: السنغال في كل دساتيرها، وكوت ديفوار في دستور عام 1789 سيْرًا على خطى المشرّع الفرنسي. 1991 مع دستور ، أتت متأخرًا على استقلال كثير من الدول، 1963 بيد أن نشأة المنظمة الإفريقية، عام وهو ما جعل من تبني مضامين ميثاق الأمم المتحدة، وكذا الإعلان العالمي لحقوق الإنســان، ركائز قانونية فلســفية تأسيسية للدولة الإفريقية الحديثة، وذلك قبل ظهور ، وغينيا، 1957 ميثاق المنظمة القاري، كما يظهر في تصدير دستوري جمهوريتي غانا، ، باعتبارهما أول دولتين مستقلتين من إفريقيا جنوب الصحراء، في عهد الأمم 1958 ) باعتماده الإعلان 13 ، في المادة ( 1962 المتحدة، من لندن وباريس، ودستور رواندا، ، الذي صدر 1963 مارس/آذار 5 العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك مع دستور توغو، .) 1963 مايو/أيار 25 في نفس السنة قبل نشأة المنظمة بأقل من شهرين ( ، وقد 1969 أما منظمة المؤتمر الإســ مي فلم ينعقد مؤتمرها التأسيسي إلا في سنة

Made with FlippingBook Online newsletter