121 |
والنظــر إلى قضية الحجاب لا يجري بمعزل عن القضية الأخرى الحساســة، وهي قضيــة الاختــ ط التي عاودت الظهــور بكثافة مع الفترة الرئاســية الثانية لأحمدي نجاد، لتكشــف وجود بون شائع بين ما يفرضه الواقع الاجتماعي وما تُملِيه ضغوط إلقاء " رجال الدين والأســس التي قامت عليها الجمهورية الإســ مية. فعبارات مثل ) لوصف الاختلاط والعلاقة بين الجنسين أغضبت الناشطات 76 ( " اللحمة أمام القط لا تليق بالمرأة والرجل على حد سواء، " القط " و " اللحمة " الإيرانيات، ذلك أن ثنائية وقد جاء غياب الاستحسان هذا مصحوبًا بقلق من جانب النساء يرافقه قلق من نوع آخر من رجال الدين، ومنهم حجة الإسلام فضل علي صاحب هذه العبارة المحتجة على الاختلاط في الجامعات والمؤسســات، باعتباره (أي الاختلاط) المسؤول عن كثير من المشكلات التي يواجهها المجتمع الإيراني. وهذا مبحث آخر لا يقل تعقيدًا عن مسألة الحجاب. خاتمة تدخــل الجمهوريــة الإســ مية الإيرانية عقدهــا الخامس وهي تنــوء بحمل قضايا وإشــكاليات فرضتها السياســة والتوجهات التي حكمت العقــد الأول من عمرها، عندما كانت الرغبة عارمة لأسلمة كل مناحي الحياة، ومن ضمنها لباس المرأة، مما أدخل الحجاب في بؤرة الخطاب السياسي للجمهورية ونقله من دائرة الفقه والثقافة إلى دائرة السياســة والقانون. ومع التغيير الــذي طال مجموعة القيم لدى المجتمع الإيراني وقناعاته، وهو تغيير كبير تكشف عنه دراسات كثيرة، يتعاظم مأزق الإجبار في مثل قضية الحجاب، مما يعزز وجاهة الدعوة إلى إعادة التفكير بشأنها، وهو ما بات يطرحه الكثير من رجال الدين الشــيعة داخل إيران وخارجها، ومن أبرزهم آية الله محمد إسحاق الفياض أحد أبرز تلامذة آية الله الخوئي، الذي يرى أن التقريع .) 77 والإجبار في موضوع الحجاب لا طائل منه( ورغم أن نتائج الدراسات -ومنها دراسات أجرتها جامعات- تشير إلى أن توجهات المجتمع ما زالت تعتبر الحجاب أمرًا مهمّا، فإنها تكشــف أيضًا عن نســبة مرتفعة ). إن الحرص على 78 -تزداد من سنة لأخرى- تعارض مسألة الحجاب الإجباري( منح مظهر إســ مي للمجتمع -ومن ذلك حجاب المــرأة- بقوانين جزائية تتضمن الحبــس والجلــد والغرامة، وضع إيران في مــأزق، إذ تتصاعد الأصوات داخل بنية
Made with FlippingBook Online newsletter