العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 12

تمهيد إفرازًا طبيعيّا لما شهدته مصر خلال العقود 2011 يناير/كانون الثاني 25 جاءت ثورة الستة التي سبقت الثورة من ترسيخ لمنظومة الفساد والاستبداد في عهد الرؤساء الثلاثة ، وفشل للسياسات الاقتصادية والاجتماعية 1952 الذين تعاقبوا على مصر بعد انقلاب والسياسية التي تم تبنّيها خلال تلك الفترة، في مقابل ترسيخ هيمنة المؤسسات الأمنية والعســكرية على معظم -إِنْ لم يكن كل- الجوانب الحياتية والمؤسسات الحكومية وغيــر الحكومية في الدولة المصرية، وما غرســته هــذه المنظومة وتلك الهيمنة من مشاعر الخوف والقهر في نفوس الملايين من المصريين. ولذا كان أحد أهم أهداف ، والعمل على " كسر حاجز الخوف في هذه النفوس " يناير ما يمكن تسميته 25 ثورة تفكيــك منظومــة الهيمنة بعدما انهارت الصــورة الذهنية التي عملت على بنائها بين . 2011 و 1952 عامي تلك الصورة التي قامت على أن الأجهزة الأمنية والمؤسســة العســكرية مؤسســات وطنية هدفها الأول حماية الأمن القومي للدولة وحماية مواطنيها، ليجد قطاع كبير من المصريين أنفســهم أمام مؤسسات هدفها الأول حماية نظام الحكم، وضمان الهيمنة على مقدرات الدولة وثرواتها، حتى لو كان ذلك على حساب المواطنين وأرواحهم، ، والأحداث التي 2013 يوليو/تموز 3 وهي الصورة التي زادت رسوخًا بعد انقلاب تورطت فيها هذه الأجهزة وسقط فيها مئات القتلى وآلاف المصابين، وما تلاها من حملات قمع واعتقال وملاحقات أمنية وأحكام قضائية طالت عشرات الآلاف داخل مصر وخارجها. . إجراءات واعتبارات منهجية 1 أ- إشكالية الدراسة وتساؤلاتها إذا كانت الثورة فعً شعبيّا، فإن التجارب التاريخية للعديد من الثورات الشعبية أكدت يناير قد ســعت إلى تفكيك 25 أن لكل ثورة شــعبية ثورة مضادة. وإذا كانت ثورة هيمنة الأجهزة الأمنية والعســكرية على مقدرات الدولة ومؤسســاتها وعملياتها، فإن قوى الثورة المضادة -وفي القلب منها هذه الأجهزة الأمنية والعســكرية- قد تبنّت العديد من السياسات والأدوات لمواجهة الحراك الشعبي الثوري.

Made with FlippingBook Online newsletter