169 |
إن هــذا الوضــع المأزقي الذي تحدث عنــه دو توكفيل يجد الكثير من تجلياته في الســنوات الأربعة من حكم الرئيس، دونالد ترامب، وما ترتّب على هذه المرحلة/ وفوز خصمه، جو بايدن، 2020 المنعطف من خلال نتائج الانتخابات الرئاسية لعام الذي يســعى إلى إعادة صياغة علاقات الولايات المتحدة الأميركية مع دول العالم، ومحاولة تجاوز إخفاقات سلفه، ترامب، والخروج بالبلاد من حالة التقاطب والصراع بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، أو بين المنظور السياســي الخاص للرئيس ترامــب والمصالح الحيوية للولايات المتحــدة الأميركية في الداخل وعلاقتها كقوة عالمية بالخارج. . الديمقراطية الأميركية على المحك 1 كثيرة هي الأبحاث والدراسات التي وقفت عند السنوات الأربعة من حكم الرئيس، دونالد ترامب، ويكاد أغلبها يتفق على أن هذه المرحلة بسياساتها الداخلية والخارجية ، أو ما يُختزل عند " مفهوم ديكتاتورية الرئيــس الفرد " تجــد الكثيــر من تجلياتها في )، والتي تعني في هذا Trumpism ( " الترامبية " بعض الدارسين الأميركيين والعرب بـ الســياق سعي الفرد إلى اغتصاب السلطة باسم القانون والديمقراطية، وفرض الكثير من السياســات والتدابير غير العقلانية التي لا تســتند بالضرورة لمصلحة البلاد، أو الدستور المنَظّم للحياة السياسية، بقدر ما تعود لرغبات وطموحات شخص الرئيس الفــرد، ومدى اســتغلاله لبنود الدســتور وفرضوجهة نظره فــي الداخل الأميركي وخارجــه. ولذا، قــد لا يجد الباحث صعوبة حينما يســتنتج أن الرئيس ترامب من خلال تدبيره لملفات الداخل الأميركي كان يعتمد تفســيره الخاص للدســتور الذي يعتبر أن الرئيس هو رئيس الحكومة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو من يُعيّن الوزراء ويُقِيلُهم، وهو من يرفع التشريعات التي تصبح قوانين بعد المصادقة عليها من قِبَل الكونغرس، وهو الشخص الوحيد في البلاد الذي يمكنه استخدام الفيتو إذا لم ). وبهذا المعنى، يتبيّن أن التفسير 4 يوافق الكونغرس على أي تشريع حكومي مقدم( حالة سياسية خاصة وغير " أو التطبيق الترامبي لنصوص الدستور الأميركي جعل منه ، لكنه بالمقابل جعل أميركا دولة معزولة عن " مسبوقة في التاريخ السياسي الأميركي العالم ومنقسمة على نفسها جرّاء ارتفاع وتيرة النعرات العرقية والجماعات المتطرفة وتلويح ولايات أميركية بالانفصال، هذا إلى جانب ارتفاع معدل الوفيات جرّاء فيروس
Made with FlippingBook Online newsletter