العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 174

عدم رضاه عن السياسات السعودية واعتزامه إعادة تقييم العلاقات مع الرياض. وفي الوقت الذي تذهب فيه الدوائر السياسية الإسرائيلية إلى أن التطبيع السعودي- الإســرائيلي يظل مسألة وقت ليس إ ّ، يرى الصحفي والمحلل السياسي الأميركي، )، أن هنــاك مخاوف حقيقية لدى الســلطات Nick Robertson نيــك روبرتســون ( الســعودية من فترة حكم بايدن، وأن هذه المخاوف تبقى مبرّرة، لاســيما بعد تَعَهّد بايدن بالحوار مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي وقّعت عليه عدة دول (مجموعة ) وانسحب منه ترامب. ومع ذلك، فإن هذا لن يمنع الإدارة الأميركية من إيجاد 1 + 5 صيغة خاصة للتعامل مع الســعوديين في جهود الســ م بالشرق الأوسط واستمرار مسلسل التطبيع، ليخلُص روبرتسون إلى أن ثمن تطبيع العلاقة بين الرياض وواشنطن قد يمر عبر التطبيع مع إسرائيل. وفي مقابل إحجام الرياض عن الهرولة نحو تطبيع شامل مع إسرائيل، نجحت ثلاث من دول الخليج في إتمام المصالحة مع قطر بعد مقاطعة اســتمرت ثلاث ســنوات ونصفًا، وهو تطور قد يمهد بشــكل أو بآخر للتعامل مع إدارة بايدن ككتلة خليجية موحدة من خلال مجلس التعاون الخليجي. ، حاولت الباحثة " فورين بوليسي " وفي دراســتها الأخيرة المنشــورة على موقع مركز الأميركية، سارة خورشيد، الإجابة عن سؤال: ماذا تعني خسارة ترامب للقادة العرب المستبدين؟ حيث أوضحت أن الحكام الديكتاتوريين العرب يشعرون بالعصبية حول مــا تُمثّله إدارة جو بايدن لمســتقبل علاقاتهم مع الولايات المتحدة، مبرزة أن تأكيد بايدن على أهمية الديمقراطية ضرب على وتر حساس ليس للديمقراطيين في أميركا فحسب، بل وحول العالم الذين ابتهجوا وشعروا بالراحة من انتصار الديمقراطية في أميركا. وبالنسبة للديكتاتوريين الذين يرون الديمقراطية تهديدًا، فإن تصريحات بايدن .) 10 أخافتهم وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة( وتعــي الإدارة الأميركيــة الجديدة جيدًا الدور المصري والســعودي في صياغة أي إجمــاع عربي بالمنطقة؛ وهذا المعطى وحــده يبدو كافيًا لفتح الباب على مصراعيه أمام صيغ جديدة للتوافق الصعب القائم في الحالة المصرية على ربط المســاعدات المالية الســنوية بســؤال الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد يسري الأمر على الحالة الســعودية أيضًا. وعلى هذا الأســاس، فإن المواقف الأميركية المعلنة تجاه الرياض والقاهــرة وردود الفعل المترتبة عليها ســتجعل هذه العلاقة رهينة حالات من المد

Made with FlippingBook Online newsletter