العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 194

ورؤية واضحة، لذلك ترنّحت في منتصف الطريق وواجهت في أطوار نموها عقبات كبيرة، وأســهم في ذلك غياب سياســات واســتراتيجيات واضحة من قِبَل الحكومة لترقيــة الإعلام والنهوض بــه، بالإضافة إلى تأخر صياغــة قوانين الإعلام وتكوين المؤسســات المختصة التي عانت لاحقًا عقب تأسيســها أزمة في التمويل والدعم لتطبيق خططها وأنشــطها. وقد اتبعت الصحافــة العربية التركيبة الإدارية المتبعة في مجلس الإدارة، وهيئة التحرير، " الصحافة الســودانية؛ حيث تبدأ هيكلة الصحيفة، بـ ، ولكن الهيكل الإداري لم يكن مكتمً في معظم الصحف " والمحرريــن والعاملين التي صدرت خلال هذه المرحلة. أما الناشرون، فينقسمون ما بين السياسيين ورجال الأعمال، وبعض المبادرات الفردية من الصحفيين أنفســهم؛ حيث يتم تسجيل شركات خاصة بغرض إصدار الصحف، ولكن في أغلب الأحيان لا يتم إيداع مبالغ مالية في حسابات بنكية لتأمين استمرارية الصدور، ويسعى الناشرون من خلال إصدار صحفهم إلى تحقيق جملة من الأهداف منها الربح المادي، والخدمة الإخبارية والمعلوماتية، والدعاية. . البيئة السياسية للصحافة العربية 2.3 ازداد حجم القيود القانونية والسياســية المفروضة على الصحافة في الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من شعور الصحفيين ببعض الارتياح بعد تأسيس سلطة الصحافة . وتعتبر سلطة الصحافة 2013 التي تأخر تشكيلها منذ إجازة قوانين الإعلام في العام كيانًا رسميّا يتمتع باستقلالية إدارية، ومهمتها تنظيم عمل الصحافة وتطويرها، ومراقبة )، لكنها لم تفعل الكثير من أجل 12 صناعتهــا، والتخطيط وإدارة الترددات الإذاعية( الحــد من الانتهاكات التي تطول الصحفيين وحرية الصحافة، بل تحوّلت في أحيان كثيــرة إلــى أداة لقمع الآراء وتهديد الصحف وفرض الرقابة عليها. وعلى الرغم من يمنع الاعتقال التعسفي ومضايقة الصحفيين 2013 أن قانون ســلطة الصحافة لســنة أثناء العمل وحجب المعلومات، والرقابة القبلية على الصحف، فإن هذه الممارسات ، وجهت ســلطة الصحافة 2019 ظلت ســائدة على الدوام. ففي يناير/كانون الثاني وســائل الإعلام بعدم تغطية أخبــار الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم في دولة قضية داخلية تؤثر على دولة صديقــة، ولا يجب التطرق لها " الســودان، واعتبرتهــا بالتوقف الفوري " الوطن " )، وأمــرت صحيفة 13 ( " من قبل وســائل الإعلام المحلية عن كتابة أية مواضيع تتعلق بالتظاهرات في الســودان، بعد نشــرها مقالات رأي عن

Made with FlippingBook Online newsletter