199 |
بكل التطورات والتفاصيل الدقيقة حول مراحل سير عملية التفاوض. وكانت الصحافة الوطنية قبل ذلك، تعتمد في الحصول على الأخبار على الوكالات الإخبارية العالمية أو هيئــة البــث القومي، ذات التوجه الحكومي؛ لعدم قدرتها على إرســال مندوبيها مــن جوبا إلــى أديس أبابا والخرطوم لصعوبات لوجســتية، ولكن بات ذلك ممكنًا عندما قامت مفوضية المراقبة والتقييم المشتركة (جيمك) عبر منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم (ســيبو) بتقديم دعوات لرؤســاء تحرير الصحف العربية والإنجليزية بجانب الإذاعات، للمشاركة في تغطية عملية التفاوض مباشرة من أرض الحدث. العربية، مثيانق شــريلو، الذي شــارك في " الموقف " ويعلّــق رئيــس تحرير صحيفة إن جميع الأنظار كانت باتجاه أديس أبابا وحقيقة ســير " تغطية المفاوضات، قائ ً: التفاوض هنالك، ولم يكن من اليسير أن تتحمل جميع الصحف التي تصدر من جوبا تكاليف الســفر والإقامة في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، لذلك أجريت اتصالات مع تنظيمات المجتمع المدني لكي تســاهم في تمويل هذه الرحلة، ولكن لم تأت الاســتجابة سوى من منظمة (ســيبو) التي استطاعت أن تغطي هذه التكاليف بشكل كامل؛ ما أتاح الفرصة لوجود صحفيين عن قرب لرصد كل ما كان يدور في دهاليز .) 23 ( " المفاوضات من ناحية أخرى، كانت مشــاركة الصحافة في المفاوضات تواجهها بعض العقبات والعوائق، فقد حذّرت الحكومة الصحفيين من عدم استضافة قادة الحركات المسلحة بســبب اســتمرار العدائيات " )، وبدا 24 وعدم بث أو نشــر أي حوار مع المتمردين( والمواجهات المســلحة بين الأطراف أنها كانت تســتبعد أن تقود المفاوضات إلى نتائج ملموســة تعيد الســ م والاستقرار للبلاد، فقد كانت الأطراف لا تزال تثق في .) 25 ( " قوتها العسكرية وتحالفاتها على مستوى الإقليم ويشير الصحفي، أتيم سايمون، إلى أن الصحافة كان مطلوبًا منها أن تعتمد في تغطيتها لمســار العملية الســلمية على وجهة نظر واحدة، ممثلة في وجهة النظر الحكومية الرســمية؛ حيث كان ممنوعًا اســتضافة قــادة المعارضة أو اســتجوابهم وإن كانت تصريحاتهم تصب في صالح خدمة العملية السياسية السلمية. لذلك، فقدت التغطية الصحفية خلال تلك الفترة واحدًا من أهم الشــروط المهنية، وهو عامل التوازن في التصريحات الخبرية، لافتًا إلى أن تلك كانت سياســة رســمية اتبعتها الحكومة مع وسائل الإعلام.
Made with FlippingBook Online newsletter